اكدت مديرة ديوان رئيس الحكومة ،سامية الشرفي ان العمل التنموي المحلي يندرج ضمن اولويات الدولة التونسية ،وذلك خلال اشغال الملتقى حول التنمية المحلية المندمجة في تونس.. 10 سنوات وتواصل » الذي انتظم الثلاثاء بتونس العاصمة ببادرة من منظمة العمل الدولي في اطار الاحتفاء ببرنامج المبادرة النموذجية الذي انجزته بتمويل من الاتحاد الاوروبي والتعاون السويسري تحت اشراف الهيئة العامة للاستشراف ومرافقة المسار اللامركزي.
واشارت الى اهمية تحقيق التنمية المحلية المندمجة بتونس بالتعاون بين الهياكل المحلية ومنظمة العمل الدولي بالشراكة مع الاتحاد الاوروبي والتعاون السويسري وكل الهياكل الدولية ذات العلاقة ،مؤكدة ضرورة تثمين المجهودات المبذولة في مجال التنمية المحلية من قبل السلط المحلية والوزارات المعنية ، على غرار وزارتي الداخلية والاقتصاد والتخطيط، ومختلف الوزارات القطاعية والهياكل الدولية العاملة في مجالات التنمية
كما لفتت المسؤولة الى ان مثل هذه المشاريع من شانها كذلك انجاز عديد المشاريع البلدية وتعزيز موراد الدخل وخلق مواطن شغل للمتساكنين المحليين، بالاضافة الى تقريب الخدمات الاجتماعية الاساسية ، كالمدارس والمراكز الصحية،بما يحقق فك العزلة عن عديد القرى النائية.
واضافت ان هذه البرامج تنسجم في جوهرها مع اهداف التنمية ورؤية تونس 2035 ،والمبنية بالاساس على منوال تنموي جديد يرتكز على التجديد والادماج والاستدامة من خلال تكريس تنمية جهوية عادلة وتهيئة ترابية دامجة وعدالة اجتماعية تحافظ على التماسك والسلم الاهلي وتطوير الراسمال البشري باعتباره قوام التنمية المستدامة وخلق اقتصاد معرفة محرك للابتكار والتشغيل واقتصاد تنافسي ومتنوع واقتصاد اخضر متاقلم مع التغيرات المناخية.
وفي كلمة لها، اكدت مديرة مكتب منظمة العمل الدولية للجزائر وليبيا والمغرب وموريتانيا وتونس، رانيا بخعازي ان برنامج التنمية المحلية المندمجة قد حقق انجازات بعديد الجهات التونسية خدمة لصالح الشعب التونسي والشباب والناشئة على حد السواء
وذكرت ان المشروع استطاع في ظرف قياسي فك العزلة عن 17 تجمعا سكنيا في مناطق جبلية ،وذلك عبر اقامة منشات مائية وبناء جسور وتهيئة مسالك غابية وفلاحية ، واضاءتها بالطاقة الشمسية للمحافظة على البيئة
واضافت رانيا بخعازي انه تمت صيانة 30 فضاء مدرسيا يرتاده اكثر من 4500 تلميذ وتيسير الوصول الى هذه المؤسسات التربوية عبر تهيئة المسالك والاضاءة ، وتعهد 16 مركز صحة اساسية من الوسط الريفي ،ومرافقة 2035 منخرطا ب44 مجمعا تنمويا وشركة تعاونية للخدمات الفلاحية وتهيئة فضاءات العمل اللائق لهم وفق الشروط الصحية، الى جانب تمكنيهم من وسائل عمل حديثة دون اغفال عنصر التكوين.
كما افادت ان هم عملوا مع مع 113 شركة مقاولات واشغال عامة ، بما خلق 252 الف يوم عمل مباشر، غالبيتهم من الموارد المحلية و السكان المحليين بالجهات الداخلية
ومن جهته،قال ماركوس كورنارو، سفير الاتحاد الاوروبي في تونس ان التعاون مع بلادنا في مجال التنمية المحلية قد اثمر تبادل الخبرات والاستثمار في البلديات الجديدة لتحسين المعيش اليومي للتونسيين بالدواخل، مفيدا انه تم تمويل خدمات الشركات المحلية بكلفة بلغت 112مليون اورو موجهة للتنمية المستدامة
واوضح ان تونس تواجه العديد من التحديات من اجل تحقيق التنمية المنشودة، كاشفا ان الاتحاد الاوروبي يخصص الثلث من مجمل ميزانيته والذي يقدر ب250 مليون اورو للتنمية المستدامة
وفي ما يتعلق بتونس، افاد انه تم تمويل مشاريع في مجالات الفلاحة والبيئة والمياه بقيمة 5ر1 مليون اورو
وتم بالمناسبة ،تقديم برنامج المبادرة النموذجية لتنمية محلية مندمجة وعرض لمقاطع فيديو توثق شهادات للمنتفعين بتدخلات برنامج المبادرة، بالاضافة الى عرض منتجات مجامع التنمية الفلاحية والشركات التعاونية المنتفعة بتدخلات منظمة العمل الدولية.
وتناول الحضور في الملتقى بالخصوص، مسالة العامل البشري من حيث اهميته ضمن برامج التنمية ، وتحديدا برنامج « المبادرة النموذجية لتنمية محلية مندمجة «