افتتح بالمتحف الوطني بقرطاج مساء أمس الجمعة، معرض للفن التشكيلي يحمل عنوان « لقاء المكان لفن الحاضر »، وهو نتاج ورشات عمل نظمتها جمعية لقاء المكان الدولي لفن الحاضر بين 20 و30 أوت 2017 بمدينة جرجيس من ولاية مدنين.
ويضمّ هذا المعرض الذي يتواصل إلى يوم 11 مارس الحالي، أكثر من 60 لوحة لـ 35 فنانا تشكيليّا، اختاروا التعبير عن واقع الحياة اليومية بمدينة جرجيس بتقنيات مختلفة منها النحت ومنها الرسم الزيتي والأكريليك والرسم على الورق. كما تنوعت الأساليب الفنية المستخدمة في هذه الأعمال الفنية، إذ مال عدد من الفنانين إلى البعد التجريدي في رسم اللوحات، في ما اختار فنانون آخرون أسلوب التشخيص الحر.
وتختلف مضامين اللوحات المعروضة عما تضمنته أعمال ورشات سابقة، وفق كاتب عام جمعية لقاء المكان الدولي لفن الحاضر، الفنان عمر الغدامسي. وقد فسّر في تصريح لـ (وات) أوجه الاختلاف بين لوحات هذا المعرض والمعارض السابقة باختلاف المكان، إذ عادة ما تكون مكونات المكان ملهما أساسيا لعمل الفنان فينطلق منها ويطوّعها وفق تصوّراته بعد أن يضفي عليها شيئا من أحاسيسه، ويختار الأسلوب المناسب للتعبير عنها إما بالتجريد أو بالتشخيص الحر.
وتُعرض اللوحات للبيع للعموم بأسعار « في المتناول »، وفق تقدير الغدامسي، وتتراوح قيمة كل لوحة بين ألف دينار و5 آلاف دينار. وستخصّص المداخيل المالية لتمويل أنشطة الجمعية.
جمعية لقاء المكان الدولي لفن الحاضر تأسست سنة 2015، وتهدف إلى تفعيل دور الفن في علاقة بالخصائص الاجتماعية والبيئية والتراثية والثقافية في الجهات الداخلية، بالإضافة إلى تطوير خبرات الفنانين الشبان خاصة في الجهات الداخلية وإدماجهم ضمن شبكة التبادل الفني.
وتمّ تنظيم أولى دورات « لقاء المكان لفن الحاضر » بسيدي الظريف في الضاحية الشمالية للعاصمة سنة 2015، تلتها الدورة الثانية بقفصة سنة 2016 ثم الدورة الثالثة في أوت 2017.
وأفاد الفنان عمر الغدامسي أن أعضاء الجمعية يفكرون في تنظيم الدورة الرابعة بإحدى مدن إقليم الشمالي الغربي لما تتميّز به من خصائص طبيعية وكذلك لتنوع موروثها الثقافي المادي واللامادي وثرائه.
وتكمن خصوصية التظاهرة في التقاء فنانين تونسيين وأجانب بإحدى المدن التونسية لمدة 10 أيام، تقام خلالها ورشات وندوات في الفن التشكيلي، بهدف تبادل الخبرات بين فناني الجهة وضيوف الدورة لتعزيز دورهم في محيطهم.