تقديم الأغنية التونسية على إيقاعات موسيقية غربية، توجه جديد سلكه بعض الفنانين الشبان، لاقى تجاوبا كبيرا من الفئات الشبابية. ومن الفنانين التونسيين الذي سلكوا هذا الاتجاه المغني الشاب وعازف الغيتار مرتضى الفتيتي الذي ذاع صيته منذ أكثر من سنة ونصف من خلال إطلاق مجموعة من الأغاني التي أداها على إيقاعات غربية مثل الجاز والريغي.
وكان لمرتضى الليلة الماضية موعد مع الجمهور بمتحف قرطاج ضمن الدورة 53 لمهرجان قرطاج الدولي، قدّم خلالها باقة من أغانيه المعروفة مثل « ما سمعو كلامو » و »فقري » و »طاف طاف » و »وشمة » و »برجولية » و »ملك العشق » و »أحبّكِ » و »الزهايمر » و »كـيف كيف » و »الغربة » و »طف طف » وغيرها من الأغاني التي ألفها مرتضى واستعان بالملحن والموزع الموسيقي الطاهر القيزاني لإنتاجها.
وتميّزت الأغاني ببساطة كلماتها وألحانها، وهو توجه مقصود من الطاهر القيزاني، وفق ما صرّح به في ندوة صحفية تلت العرض، إذ الغرض من ذلك، كما يقول، هو أن يسهل تقبلها وترديدها من الجمهور.
ولئن كانت الكلمات بسيطة في ظاهرها فإنها بدت حبلى بالمعاني ومشبعة بالرسائل ذات القضايا السياسية والاجتماعية والاقتصادية، فأغنية « طاف طاف » تبدو احتفالية في ظاهرها من خلال إيقاعاتها المميزة، لكنها تضمّنت عديد القضايا ذات الشأن العام كاستفحال ظاهرة الفساد والرشوة في البلاد، واتساع الهوّة بين الطبقات الاجتماعية، فضلا عن لفقر والبطالة والتهميش.
اختار مرتضى نمطا موسيقيا شبابيا يُزاوج فيه بين الموروث التونسي وإيقاعات موسيقية غربية منها الراب والجاز والريغي، وتمكن في فترة وجيزة من اكتساح عالم الموسيقى وحجز مكان له ضمن برمجة الدورة 53 لمهرجان قرطاج الدولي. وقد اعتبر في تصريح لـ (وات) أنه ودّ لو قدّم هذا العرض على ركح المسرح الروماني، حيث تقام العروض الكبرى، ليضيف قائلا: « مازلت في مستهل عالمي الفني والنجاح يكون على مراحل، ثم إن وجودي ضمن برمجة المهرجان دافع قوي على العمل والاستمرارية ».
وحضر هذا الحفل جمهور غفير جلّه من الشباب المولع بهذا النمط الموسيقي وقد تفاعلوا مع مختلف الأغاني التي تم تقديمها.
وأعلن مرتضى في الندوة الصحفية التي تلت هذا العرض الذي يحمل عنوان « صنعة يدين » أنه سيطلق باقة موسيقية جديدة تحمل العنوان ذاته وتتألف من 35 أغنية جاهزة لحنا وكتابة. وسيؤدّى بعض هذه الأغاني على إيقاعات موسيقى الراب رفقة مغنّي راب رفض الإفصاح عن هويته.