انتهت مساء أمس الجمعة أشغال الورشة الإقليمية حول إجراءات إدراج المواقع الثقافية على قائمة التراث العالمي التي احتضنتها جزيرة جربة منذ خمسة أيام بالاتفاق على صعيد التعاون الإقليمي على تبادل الخبرات والعمل على تحسين العلاقات الفنية والعلمية بين بلدان المغرب العربي.
وجرى في هذا السياق الاتفاق على عقد اجتماعات دورية بين العاملين في التراث والساهرين عليه، إذ سيكون اول اجتماع لهم في الجزائر، وفق ندى الحسن رئيسة وحدة الدول العربية بمركز التراث العالمي بالبحرين.
كما أوصت الورشة، التي نظمتها منظمتي اليونسكو والالكسو ووزارة الشؤون الثقافية، بتعزيز تواجد الخبراء في البلاد العربية والعمل على مستوى المغرب العربي بالكفاءات التي يزخر بها والقادرة على حماية التراث.
أما على مستوى دعم ملف ترشح جزيرة جربة للتراث العالمي، الذي شكل أبرز المشاغل التي طرحت في أشغال هذه الورشة، فقد تم تحديد خارطة طريق واضحة في كل المجالات الإدارية والقانونية وغيرها وضبط التسلسل الواجب اعتماده في ملف التسجيل مع تحميل الجميع المسؤولية في حماية التراث والمواقع الهشة بالجزيرة التي تعاني من تدخلات التطور الحضري والسياحي السريع والزحف العمراني.
وأكد المشاركون على أن الإطار القانوني والإداري في تونس قادر على حماية التراث، إذا ما اقترن بأدوات قانونية ونصوص تطبيقية وآليات إدارية تخفف من ثقل الإجراءات الإدارية وتعقيدها.
وفي هذا الاتجاه قال وزير الشؤون الثقافية محمد زين العابدين، لدى إشرافه مساء اليوم على اختتام فعاليات هذه الورشة، إن المطروح اليوم حماية التراث لذلك عملت الوزارة كخطوات على خلق إطار يجمع بين كل المصالح المعنية لإنهاء كل ما يمكن أن يعطل على مستوى التنسيق والانسجام بين هذه الأطراف لتثمين التراث وإعطائه مكانته الحقيقية في التنمية.
وذكر الوزير أن ملف إدراج جربة في التراث العالمي لا بد أن يكون منطلقا حقيقيا للتعريف بالقيمة التونسية والإنسانية لهذا التنوع الثقافي والديني ولثقافات الجزر ذات الخصوصية، مضيفا أن جربة في طريق الترسيم في التراث العالمي حتى يرى العالم ما لتونس من ثراء ثقافي وتراث وحضاري والتعريف به ليصبح من مواطن التنمية الاقتصادية والبشرية خاصة وأن تونس منذ عشرين سنة لم تسجل أي ممتلك في التراث العالمي وهو ما يعتبر أمرا غير مقبول، في تقديره.
وعبرت شادية طوقان مديرة المركز الإقليمي للتراث بالبحرين عن استعداد المركز إلى تقديم الدعم الفني والإداري خلال إعداد ملف إدراج جربة في التراث العالمي مع مواصلة التواصل والتنسيق.
وتوجهت منظمة الالكسو، التي مثلها في اختتام أشغال الندوة مصطفى الخنوسي، باقتراح إعداد ملف مشترك بين دولتين أو أكثر من المنطقة المغاربية لترشيح ممتلك ثقافي على قائمة التراث العالمي كممتلك عابر للأوطان، موضحا أن ذلك ممكن حسب اتفاقية التراث العالمي، لاسيما وأن عدة أمثلة من التراث اللامادي مسجلة، فيما لا يوجد أي ممتلك ثقافي أو طبيعي أو مزدوج مسجل كتراث مادي عابر للأوطان بالمنطقة المغاربية، وفق الخنوسي.
ورحبت جمعية صيانة جزيرة جربة، الطرف الساهر على ملف الإدراج، بما انبثق عن الورشة من نتائج إيجابية ستكون خطوة وانطلاقة جادة ومجدية في اتجاه السير بملف إدراج جربة في التراث العالمي في مساره الصحيح، حسب مكي العودي رئيس الجمعية.
