أكد المتدخلون في افتتاح الملتقى الوطني الأول لرؤساء خلايا الحوكمة بوزارة الشؤون الثقافية على ترشيد الدعم العمومي الموجه للجمعيات الثقافية وللقطاعات الفنية، ومزيد إحكام الرقابة أثناء متابعة آليات الدعم، مع ضرورة تقييم هذه الآليات والتقيد بالإجراءات المنظمة لإسناد الدعم.
وأجمع المتدخلون في اليوم الافتتاحي لهذا الملتقى المنعقد صباح اليوم الجمعة بالعاصمة، وهم شريفة قويدر (رئيسة دائرة بمحكمة المحاسبات) وكوثر ناجي (رئيسة الهيئة العامة لمراقبة المصاريف العمومية) وسامي حمادي (رئيس هيئة الرقابة العامة للمالية) وأحمد مصباح (هيئة الرقابة العامة للمالية)، على ضرورة اعتماد مقاربة تشاركية في إسناد الدعم العمومي الهياكل الثقافية وتكريس المساءلة وتعزيز الرقمنة وإرساء رؤية واضحة ومعلنة في إسناد الدعم.
وفي كلمة ألقتها لدى إشرافها على الافتتاح، أكدت وزيرة الشؤون الثقافية حياة قطاط القرمازي أن هذا الملتقى هو حلقة أولى ضمن سلسلة من اللقاءات التي تعمل الوزارة على تثبيتها وضمان ديمومتها بين إطارات الوزارة ومختلف هياكل وهيئات الرقابة الخارجية والداخلية، اعتمادا على مقاربة تشاركية جديدة تقوم على تفعيل وظيفة الرقابة ضمن مسارات خدمات الدعم أساسا، وعلى رصد وإدارة المخاطر، وتجنب أخطاء التصرف، ومرافقة المتصرف العمومي في مختلف مراحل الإعداد والتنفيذ والمتابعة والتقويم.
وأشارت حياة قطاط القرمازي إلى تخصيص الوزارة، ضمن إصلاحاتها الكبرى، برنامجا لمراجعة منظومة الدعم العمومي التي تمثل تحديا كبيرا للوزارة بمختلف مكوناتها، وللمتعاملين معها من الفنانين والمثقفين والمبدعين والمؤسسات الخاصة والعمومية.
ولم تخف الوزيرة وجود نقائص في منظومة الدعم العمومي، أرجعتها إلى وجود إشكالات ونقائص على المستويات التشريعية والترتيبية والإجرائية والتنظيمية.
وبيّنت أنه تمّ تكوين فريق عمل على مستوى الوزارة وتكليفه بدراسة مسارات الدعم ومراجعتها، وذلك في إطار تكريس مبادئ الحوكمة الرشيدة في الدعم العمومي وخاصة منها علوية القانون والشفافية والنزاهة والمساءلة، وذلك حرصا على تحديد المخاطر والوقاية منها ومن أشكال الفساد.
وتميزت الجلسة الافتتاحية كذلك بحضور عديد الشخصيات التي قدمت مداخلات موجزة تتعلق بموضوع الملتقى على غرار الرئيس الأول لمحكمة المحاسبات نجيب القطاري ورئيس الهيئة العليا للرقابة الإدارية والمالية عماد الحزقي، ومدير عام الحوكمة والتوقي من الفساد برئاسة الحكومة سليم بن جراد، ومدير عام الخلية المركزية للحوكمة فتحي باباي.
وتتواصل أشغال الملتقى الوطني الأول لرؤساء خلايا الحوكمة بوزارة الشؤون الثقافية على مدى يومين، حيث تختتم غدا السبت ومن المنتظر أن تنبثق عنها مجموعة من المقترحات والتوصيات لترشيد الدعم العمومي الموجه للقطاع الثقافي.
ويستهدف هذا الملتقى إطارات وزارة الشؤون الثقافية ومؤسّساتها وخاصّة رؤساء خلايا الحوكمة مركزيا وجهويا. وهو يهدف بالخصوص إلى دعم الوزارة وإسنادها ومرافقتها في برنامجها الإصلاحي المرتبط بمراجعة منظومة الدعم عموما ودعم الجمعيات والمهرجانات على وجه الخصوص، إلى جانب الاستفادة من خبرات وتجارب الهيئات الرقابية الخارجية لتطوير كفاءات ومهارات إطارات الوزارة على مستوى التصرف والرقابة وإحكام التنسيق والتشبيك في متابعة التقارير الرقابية.
