البث الحي

الاخبار : أخبار وطنية

kobat

افتتاح مهرجان المدينة بمنوبة

بزخم من الحنين إلى الحراك الفني والثقافي، الذي كان يطبع شهر الصيام في منوبة طيلة سنوات، وتعطش لليالي السمر بعد عامين من قيود كورونا، استعاد الجمهور، مع افتتاح الدورة الحادية والعشرين لمهرجان المدينة، مساء أمس السبت، طقوس الماضي الرمضانية، مجددا الأمل مع بهجته وروحانياته، ومادّا جسور المحبة والتواصل..

بسهرة على إيقاع المالوف، احتضنتها أيقونة المعالم الاثرية بالجهة، قصر قبة النحاس، نبش زياد غرسة في أسرار المكان، وفي متون المالوف التونسي، ليفتتح وصلاته بأحد اشهر « البشارف »، « بشرف نيرز »، وهي من المعزوفات التقليدية للمالوف التونسي في طبع الحسين وإيقاعي المربّع تونسي والختم.
أعاد زياد الدرّ إلى معدنه، في توليفة موسيقية جمعت بين القصر الذي تنفّست من شقوقه الذاكرة، والمعزوفة الموسيقية، محلقا في رحلة عبر الروح بعيدا إلى تاريخ المكان، حيث كان محمد الرشيد بن حسين باي (1710 – 1758 م) يستضيف أهل العلم والموسيقى والشعر في بستانه بقصر قبة النحاس، الذي كان قصر ضيافة، وحيث كان يستكين إلى روح الإبداع فيه، ملحنا بشارفه التي خلّدت مع جملة الطبوع والمالوف والتونسي..
وسط تصفيق الجمهور الذي عجت به قاعة العروض بقبة النحاس، أطرب زياد غرسة بمعزوفاته وأداء فرقته، آذان جمهوره، واجتاح كيانه المتعطش إلى الفن، متوقفا بين الحين والآخر بين المعزوفات لتقديم درر الطّبوع والمالوف، لجمهوره، والتذكير بتاريخها، في تأكيد متجدد على أنه المثال المتفرّد الذي حفظ الذاكرة اللحنيّة للمالوف، بعد غوص في متونها وأسرارها..
استمر الحفل ساعتين، استطاع غرسة خلالهها شحن أرواح الحاضرين بالطاقة الروحية التي أزاحت الطاقة السلبية التي خلفتها جائحة كورونا، فقدم الموشّح والمالوف، وتفنن في أداء الأغاني التراثية التي تأبى النسيان، وروائع الأغاني التونسية..
بكلمات وألحان تعالى صداها في أفق المكان، احتفى غرسة بقامات الأغنية التونسية، على غرار خميس ترنان وصليحة والهادي الجويني ومصطفى الشرفي وغيرهم من الأسماء، مستحضرا للمكان أسماء خلدها إبداعها بعد مماتها، وأخرى مازالت تضيء الموسيقى التونسية والتراثية بمصابيح الإبداع.
مع نهاية الحفل، الذي حيّا فيه الجمهور زياد غرسة وعناصر الفرقة بالتصفيق والصفير والزغاريد وعبارات الإشادة، خفتت أنوار قبة النحاس، على أن تشع مساء اليوم الأحد من جديد ، مع عرض « ودعة » للفنّانة عائدة نياطي، بمشاركة زياد الزواري، وحوارهما الموسيقي الممتد من شمال تونس إلى جنوبها.
ثم تتواصل بقية العروض التي اثثتها المندوبية الجهوية للشؤون الثقافية، إلى الخميس 28 أفريل 2022، وسط حرص منها على ألا تنطفئ أنوار هذه الفعالية الثقافية بالجهة، التي واجهت طيلة السنوات العشر الأخيرة إشكاليات عدم وجود هيئة قارة للمهرجان ونقص الدعم المحلي والجهوي.
هذا، مع تعهدها بالحفاظ عليه وضمان ديمومته كمكسب للنسيج الثقافي الجهوي، وكفعالية فنية تعود كل دورة ضاربة موعدا مع الإبداع والأصالة، تشحن الحراك الثقافي الراكد بالجهة والأجندة المفرغة من محتواها، وخاصة من المهرجانات، في السنوات الأخيرة.
فقد تحملت المندوبية من جديد، تحديات الدورة بما تتطلبه من تطوير لمضامينها، مع اقتصارها هذه السنة على السهرات الموسيقية، في الوقت الذي كان يأمل فيه الجمهور برمجة عروض مسرحية تلون مذاقات الفعل الثقافي وتضفي عليه مرحا وضحكة نابعة من القلب بات يفتقدها الجميع في ظل الأزمات المتراكمة التي يعيشونها..
يشار إلى أن المندوبية الجهوية للثقافة شهدت عودة المندوبة الجهوية صلوحة الإينوبلي في فيفري المنقضي على رأسها، بعد تجربة سابقة لها في نهاية 2014 استمرت أربع سنوات عينت على إثرها كمنسقة القيم تونس الكبرى بالوزارة.

بقية الأخبار

برامج وخدمات

tmp111

tmp222

meteo-

maritime

تابعونا على الفايسبوك

spotify-podcast-widget1

مدونة-سلوك

الميثاق

الميثاق-التحريري