أدانت الجامعة العامة للتعليم الثانوي ما تضمنه المسلسل الرمضاني « الفلوجة » الذي عرضت أولى حلقاته أمس الخميس على القناة التلفزية الخاصة « الحوار التونسي » من إساءة بالغة للمدرسات والمدرسين ولعموم الأسرة التربوية داعية الجهات المختصة الى اتخاذ ما يجب من إجراءات تجاه ذلك. ودعت الجامعة العامة للتعليم الثانوي الهيئة العليا المستقلة للاتصال السمعي و البصري ‘ »الهايكا » إلى اتخاذ ما يجب من إجراءات تجاه الإخلالات البينة
التي قامت بها هذه القناة بعرضها لهذا العمل التلفزيوني دون احترام ما تنص عليه القوانين الجاري بها العمل من توقيت البث وعدم التنصيص على الفئة العمرية الموجه إليها إضافة الى المضامين الإشهارية الضمنية لمواد يمنع إشهارها.
وطالبت المندوب العام للطفولة إلى التدخل الفوري لما تضمنه هذا العمل من مساس بحرمة الطفل الجسدية والنفسية وما يمكن أن يترتب عن مضامينه غير التربوية من انعكاسات على سلوكه ومساره التعليمي وتكوينه النفسي والذهني. ودعت وزارة التربية إلى فتح تحقيق جدي وعاجل في الظروف التي تم الترخيص فيها بتصوير هذا المسلسل التجاري من طرف قناة خاصة داخل إحدى المؤسسات التربوية العمومية خارج كل الضوابط القانونية مع « ما شاب هذا الترخيص من شبهات تدليس مست عنوان العمل المصرح به لدى مصالحها ومتابعة المتورطين في إسناد هذا الترخيص والمنتفعين به إداريا وقضائيا » حسب تقديرها. وأهابت الجامعة العامة بكافة الأولياء إلى العمل جنبا إلى جنب وكافة مكونات الأسرة التربوية من أجل حماية التلاميذ من أي سلوك أو ممارسة مخلين بالقواعد التربوية السليمة بعيدا عن كل تشهير أو استغلال لغايات ومآرب لا علاقة لها البتة بقواعد التربية والتقويم السلوكي الأمثل.
و شددت على ضرورة العمل بصفة تشاركية على دفع وزارة التربية إلى التسريع في مسار إصلاح تربوي حقيقي وجاد يحافظ على المدرسة العمومية ويحمي الناشئة من أي جنوح أو انحراف. و أوضحت الجامعة العامة للتعليم الثانوي بأنها تثمن كل فعل إبداعي من منطلق إيمانها بحرية الفن في معالجة كل القضايا المجتمعية الشائكة بما تقتضيه الأدوات الفنية من جرأة وجسارة إلا أن ما تميزت به الحلقة المعروضة من افتقاد إلى أدنى مقومات الفن ومقاييسه الجمالية قد جعل منها مجرد محاولة متجددة لتبخيس المدرسة والتعدي على حرمتها ورمزيتها وعلى كرامة العاملات والعاملين بها حسب تقديرها.
واعتبرت أن ما جاء في هذه الحلقة هو تشويه لصورة التلاميذ وتبييض أفعال وممارسات من واجب الفن نقدها ومعالجتها وليس التطبيع معها وتعميمها وإظهارها .
