البث الحي

الاخبار : أخبار وطنية

sghaier-awled-hmed

الفقيد محمد الصغير أولاد أحمد.. شاعر الوطن والمرأة والحياة

فقيد الساحة الثقافية محمد الصغير أولاد أحمد عرفه التونسيون شاعرا، ناثرا وثائرًا، بقيت أعماله من بعده تخلّد لذكراه وتؤرّخ لمسيرة حافلة بالأحداث نحتها الشاعر بعشقه لوطنه وانتصاره لقضاياه ولقيم الحياة.
في اطار احياء الذكرى الأولى لوفاة الشاعر محمد الصغير أولاد أحمد (5 أفريل 2016)، سعت جمعية أولاد أحمد « تونس الشاعرة » إحياءها بمجموعة من الأنشطة الثقافية من ضمنها ندوة فكرية حملت عنوان « أولاد أحمد شاعرا وناثرا وثائرا » انتظمت صباح الخميس بدار الثقافة ابن رشيق بالعاصمة، أدارها الأستاذ محمد صالح العمري وأثثها كل من الأساتذة الباحثين هاجر بن إدريس وفتحي النصري والهادي اسماعلي.
أولى هذه المداخلات قدمتها الأستاذة هاجر إدريس، وقد شبهت الشاعر أولاد أحمد بالشاعر الأمريكي « والت ويتمان » لكونه قاوم ديكتاتورية الحكومات التي عاصرها وناضل ضد التطرّف الفكري بعد الثورة منتصرا في ذلك لقيم الحرية ولقضايا المرأة والبلاد وللأفكار التقدمية الحداثية.
وذهب الباحث فتحي في النصري إلى اعتبار الشاعر أولاد أحمد ظاهرة اجتماعية وظاهرة شعرية وتاريخية أيضا دون فصل إحداها عن الأخرى، مستندا في مداخلته على قصائده التي قال إنها متصلة بالحضور الإيديولوجي للشاعر وتراكم المشاكل الاجتماعية والسياسية بالبلاد.
وتناول النصري أعمال الصغير أولاد أحمد في ثلاث مقاربات أطلق عليها أسماء « الشعري والإيديولوجي » والشعري والسيري (السيرة الذاتية) والشعري والسياسي، مبرزأ أن نصوص أولاد أحمد وأشعاره تنبع من التزاوج بين مختلف هذه المقاربات التي ذكرها.
ولاحظ أن ما يميّز أشعار أولاد أحمد أهمية ما تكتسيه وظائف اللغة التي كُتبت وهي وظائف جمالية وإيقاعية وتعبيرية عن مشاغل الناس.
وأبرز الباحث الهادي اسماعلي في كلمته أن المتأمل في لغة أولاد أحمد الشعرية، يتبيّن أنها تتميز بحيوية مفرطة تجيز لها تبديل ملامحها وتجاوز حدودها باستمرارقائلا « فضلا عن أنها تتجلى لنا أساسا لغة فصيحة في أغلب القصائد، لكنها نابعة من اللهجة العامية التونسية، وما يشد الانتباه أن اللغة الشعرية تتميز بهيئة جديدة تنهض على استخدام مادة أولية فصيحة تُداخلها بعض المفردات أو الجمل أو المقاطع الشعرية باللسان العامي الدارج في أوساط التونسيين ».
وقام الهادي اسماعلي بتقسيم اللغة الشعرية المعتمدة في أشعار أولاد أحمد إلى ثلاثة محاور أساسية هي « اللغة العربية الفصحى »، « اللهجة العامية التونسية » و »اللغة الوسطى ». وبيّن أن لغة بعض القصائد تجمع هذه المحاور الثلاث معا، مُستدلا على كلامه بلغة قصيد « نساء بلادي نساء ونصف ».
وأجمع المتدخلون في هذا اللقاء على النفس الثوري الذي دوّن من خلاله أولاد أحمد أشعاره، وهي ثورة على واقع سياسي ديكتاتوري وثورة على الديني وثورة حتى على الذات، وفق ما اعتبرته هاجر إدريس.
ولاحظ الحاضرون غياب مقالات وكتب صادرة باللغة الأنقليزية تُعرّف بالشاعر على نطاق دولي واسع، وفي هذا الصدد قالت الباحث التونسي بجامعة أوكسفورد محمد صالح العمري، إنه ينكب حاليا على إعداد مقال حول أولاد أحمد يتألف من 12 آلأف كلمة سينشره بإحدى المجلات البريطانية.
والشاعر التونسي الراحل محمد الصغير أولاد أحمد هو من مواليد سنة 1955 بمدينة سيدي بوزيد، حيث زاول تعليمه الابتدائي قبل أن ينتقل إلى مدينة قفصة لإتمام المرحلة الثانوية، ثم توجه إلى العاصمة حيث واصل دراسته الجامعية بالمدرسة العليا لإطارات الشباب ببئر
الباي بين سنتي 1975 و1977 وحصل على شهادة منشط شبابي وتمت ترقيته بعد ذلك إلى رتبة أستاذ.
عرف الصغير أولاد أحمد بتغنيه بالوطن والحب والمرأة والسلم والتسامح، كما عرف أيضا بنضاله ضد الاستبداد والظلم، ثم بنضاله ضد التطرف الديني في الفترة التي تلت الثورة، وهو ما جعله عرضة للمضايقة والتكفير بسبب أفكاره.
ويمتلك الشاعر الراحل مخزونا ثريا من المؤلفات الشعرية والنثرية من ضمنها « نشيد الأيام الستة » سنة 1984 و »ليس لى مشكلة » سنة 1989 و « حالات الطريق » سنة 2013، وقد اشتهر أولاد أحمد بقصيدته « أحب البلاد كما لا يحب البلاد أحد ».
وتوفي الشاعر محمد الصغير أولاد أحمد بالعاصمة يوم 5 أفريل 2016 عن سن تناهز 61 عاما، بعد صراع مع المرض.
لمح

بقية الأخبار

برامج وخدمات

tmp111

tmp222

meteo-

maritime

تابعونا على الفايسبوك

spotify-podcast-widget1

مدونة-سلوك

الميثاق

الميثاق-التحريري