البث الحي

الاخبار : ثقافة

jandoubi_theatre

الفنانة العرائسية حبيبة الجندوبي تقدّم عملها الجديد « دنيتنا »

قدمت الفنانة المسرحية والعرائسية حبيبة الجندوبي، عشية الثلاثاء بفضاء المكتبة المعلوماتية بأريانة، العرض الأول لعملها الجديد « دنيتنا » (العرائس والذاكرة) وهو عمل مسرحي موجه للأطفال أنتجته شركة الدمية للإنتاج الثقافي بدعم من وزارة الشؤون الثقافية وصندوق التشجيع على الإنتاج الأدبي والفني.
وأدّى أدوار هذه المسرحية التي دام عرضها ساعة، كل من عبد اللطيف خير الدين وفتحي الذهيبي وعدنان الجندوبي وجميلة كامارا ورضوان العماري وصابرين علوي بالإضافة إلى تشريك مجموعة من الأطفال واليافعين.
عادت حبيبة الجندوبي، في مسرحية « دنيتنا » بالحاضرين إلى القرن 19 والنصف الأول من القرن العشرين، مستعرضة مجموعة من الشخصيات التي غذّت الحكايات الشعبية التونسية وتناقلتها أجيال من التونسيين. وقد جمعت في هذا العمل بين تقنيات مختلفة هي الدمى الصغيرة والعرائس « الملبوسة » وعرائس صقلية وخيال الظل، أتقن صنعها طلبة من المعهد العالي للفن المسرحي وطلبة من المعهد العالي للفنون الجميلة بتونس.
أولى الشخصيات المعروضة كانت « بوسعدية » وهو رجل مكسو بقميص موشح بالأصداف البحرية وهياكل عظمية لحيوانات مفترسة، ويضع فوق رأسه جمجمة طير أو ما شابه. وقد استحضرت من خلاله المخرجة في لوحات تعبيرية راقصة على إيقاع السطمبالي أسطورة رحلة أحد ملوك إفريقيا (من مالي تحديدا) اختطفت ابنته « سعدية » وجيء بها إلى سوق النخاسين لبيعها، فتنكر والدها في الثوب سالف الذكر ليبحث عنها حاملا هوية « بوسعدية » ومرددا بعض الأهازيج المحملة بالرموز علها تتعرف عليه.
وشدّدت المخرجة من خلال استحضارها لهذه الشخصية، على أن تونس كانت سباقة في إلغاء بيع الرق سنة 1846، أما موسيقى السطمبالي فتحمل دلالة على أن الثقافة الإفريقية ساهمت في تغذية الموروث التونسي والتفاعل معه.
ومن الشخصيات التي أحيتها حبيبة الجندوبي في عملها الجديد « أمك طانغو » وهي عروسة مشكّلة على هيئة صليب ومكسوة بخرق من القماش كان الأجداد في ما مضى يطوفون بها بين الأزقة طلبا لنزول الغيث. وقد حاولت من خلالها إبراز بعض المعتقدات السائدة في الذاكرة الشعبية التونسية ولتبرهن أيضا على تنوع المخزون الثقافي التونسي وثرائه عبر إحياء بعض العادات والتقاليد.
توحي صورة الأطفال الذين تابعوا العرض بالمكتبة المعلوماتية بأريانة، باهتمام وتفاعل شديد، بمشهد الأطفال خلال القرن 19 والنصف الأول من القرن العشرين حين كانوا يتراصون في أحد المخازن بالحلفاوين بمدينة تونس العتيقة، ينتظرون بشوق بداية أحداث شخصيات « كاراكوز » و »حزي واز » وهما شخصيتان هزليتان تقدمان مواقف ضاحكة، وقد كانتا من ضمن وسائل اللهو والتسلية بالنسبة إليهم.
ولم يفوّت هذا العمل تقديم نماذج لصورة المرأة التونسية التقليدية بإبراز محاسنها وعلاقتها بالرجل وقيم الاحترام المتبادل، وقد جسّد أبطال المسرحية هذه القيم النبيلة في شخصية الدمية « نينا » والسلطان « إسماعيل باشا ».
وتعمّدت الجندوبي الخروج عمّا هو مألوف في المسرح الكلاسيكي، وذلك بأن جعلت المتابع متلقيا إيجابيا يتفاعل مع الممثلين ويشاركهم أداء بعض اللوحات الراقصة على غرار رقصة « بوسعدية » و »أمك طانقو ».
ويكمن تفرّد هذا العمل في كونه استطاع إحياء العرائس التي اندثرت، وكانت في ما مضى وسيلة للتسلية والترفية، وتوظيفها بصورة جمالية معاصرة على مستوى الألوان والأشكال، بعيدا عن الجو الفلكلوري. وجاءت المسرحية محمّلة بقيم الحب السلام رغم اختلاف الثقافات، وفي ذلك تأكيد على دور التنوع الثقافي والحضاري في تغذية التعايش السلمي في أرض تونس مهد الحضارات وتلاقح الثقافات.
تجدر الإشارة إلى أنّ هذا العمل المسرحي العرائسي هو نتاج دراسة للفنانة العرائسية حبيبة الجندوبي، كانت أصدرتها مطلع العام الحالي في كتاب يحمل عنوان « مسرح الدمى في تونس الذاكرة والأثر »، وهو عبارة عن دراسة تتعقب تاريخ هذا الشكل الفرجوي منذ ظهوره لأول مرة في تونس وتقتفي تطوره في القرنين 19 و20 بالاستناد إلى عدد من العرائسيين والحرفيين والباحثين في المجال.

بقية الأخبار

برامج وخدمات

tmp111

tmp222

meteo-

maritime

تابعونا على الفايسبوك

spotify-podcast-widget1

مدونة-سلوك

الميثاق

الميثاق-التحريري