تابع جمهور الدورة الثامنة والعشرين، بقاعة الكوليزي مساء الأربعاء، الفيلم الروائي الطويل « طبيعة الحال » للمخرج الجزائري كريم موساوي، وهو عرض يتنزّل ضمن المسابقة الرسمية للأفلام الروائية الطويلة.
ويستعرض المخرج في 113 دقيقة، ثلاث روايات متقاطعة لثلاثة أجيال مختلفة في الجزائر هي مراد الباعث العقاري المطلق والمتزوج من امرأة فرنسية، يسعى جاهدا لإنجاح حياة ابنه من طليقته، لكنه فقد سيطرته على كل شيء في حياته، وهو ما استدعى تسليم أحداث الفيلم لسائقه جليل وهو شاب يرافق أسرة حبيبته السابقة إلى مدينة بسكرة الجزائرية لتتم مقاليد الزواج.
وتبدأ من هذه القصة الرواية الثانية لتستعرض قصة عائشة وهي شابة في حيرة من أمرها بين حبها لجليل وأملها في مستقبل تتوق فيه إلى الحرية وتفعل ما تهوى نفسها مع زوجها المنتظر، لكنها سرعان ما تترك بيت زوجها المفترض، وتستقلّ سيارة أجرة للقاء جليل مجدّدا، وفي الأثناء يتوقف صاحب سيارة الأجرة لمساعدة رجل تعطبت سيارته هو طبيب الأعصاب دحمان.
وهنا تنطلق الرواية الثالثة ويمسك طبيب بزمام توجيه أحداث الفيلم ليأخذ منحى جديدا من خلال استحضاره لقصة تورطه مجبرا مع مجموعة إرهابية ويشهد عملية اغتصاب فتاة عادت بعد سنوات تبحث عنه ليتكفّل بابنها.
ارتكزت عناصر التشويق في الفيلم على انتظار النهاية وما ستؤول إليه الأحداث، ولكن في كلّ مرّة يفاجئ المخرج متابعي الفيلم بقصّة جديدة خالية من العقد ومن تنامي أحداثها وتطورها، مما دفع بالجمهور للتساؤل عن نهاية الفيلم المحتملة إذا كانت الأحداث خالية من العقد.
كما غابت عناصر الموسيقى التصويرية عن الفيلم، عدا بعض الدقائق خلال الرواية الثانية التي حضرت فيها موسيقى الراي والرقص.
ينتهي الفيلم مع بداية قصّة أخرى جديدة، وكأن المخرج يريد إبراز أن الروايات متواصلة ولا تنتهي بانتهاء الفيلم، وبين كلّ رواية وأخرى يمكن إيجاد خيط رابط بينها دون أن تكون الأحداث ممنهجة في الفيلم.