بروح فنية نهلت من شتى ضروب المالوف والموشحات والأزجال الأندلسية، شدا « القمري » مغردا أعذب الوصلات الغنائية المستوحاة من الموروث التقليدي التونسي، واثث ليلة أمس، سهرة رمضانية طربية فوق ركح المركب الثقافي أسد بن الفرات بالقيروان.
« القمري » (بضم القاف وتسكين الميم) ذلك الطائر جميل المنظر ذو صوت موسيقي عذب وجسم رشيق، اختاره الفنان ومدير بيت المالوف بمسرح أوبرا تونس الدكتور مكرم الانصاري عنوانا لعرضه الموسيقي في رحلة يقودها باحثا في المالوف وطبوعه والمقطوعات التونسية التقليدية، وفق ما أفاد به الفنان في إطار الدورة الثامنة لمهرجان المدينة بالقيروان.
ومع انطلاق العرض ااطلق العازفون العنان لآلاتهم تنساب منها الألحان وتجول بين الطبوع التونسية، تمهيدا لجملة من المقطوعات الطربية التقليدية في نوبة المزموم وفي مراوحة بين مالوف الهلس ومالوف الجد، وفق ما اشار اليه مكرم الانصاري.
وتواصلت السهرة بباقة من الأغاني قدمتها الفنانة هيفاء اليحياوي التي سافرت بالجمهور المتابع الى اغاني الفنانة صليحة وعادت بالذاكرة الى اهم الأنماط التعبيرية المميزة لموسيقى المالوف التونسي بمختلف نوباته في الاعمال الخالدة لهذه القامة الغنائية.
فيما اكتمل العرض الموسيقي بابداعات الفنان سيف الدين التبيني المتحصل على الجائزة الأولى في مهرجان الأغنية التونسية وذلك بادائه المتميز لعدد من اغاني الشيخ العفريت لاسيما غير المتداولة منها اكتشف معها الجمهور موسيقى محملة بعبق الماضي الجميل الذي فاح عطره بين الحاضرين في سهرة استثنائية غلب عليها التناغم اللحني والإيقاعي المنحوت بروح الطبوع التونسية.
ويشار الى ان باقي السهرات الرمضانية ستتحف رواد مهرجان المدينة بالقيروان بعرض « الأوبيرات » للفنان القيرواني انيس اللجمي وعرض « مناجاة » لمجموعة تجليات للفنان عادل أمين، وسهرة غنائية مع الفنانة محرزية الطويل.
وسيكون لعشاق الفن الرابع موعد مع مسرحية « ليلة الشك » لأروى بن اسماعيل ومسرحية « درابو » لجعفر القاسمي الى جانب عرض « نوى » لحاتم دربال ايسدل الستار علي الدورة الثامنة لمهرجان المدينة بالقيروان يوم 5 افريل القادم بعرض « في حضرة المحبوب » لشكري العياري.
