البث الحي

الاخبار : أخبار وطنية

تقاسيم-على-الحياة

المسرحية العراقية « تقاسيم على الحياة »: بالثقافة والمسرح نتمرّد على الطغاة

تابع جمهور الدورة 20 لأيام قرطاج المسرحية العمل العراقي « تقاسيم على الحياة » تأليف وإخراج جواد الأسدي الذي اقتبسها عن قصّة « العنبر رقم 6″ للكاتب الروسي « أنطوان تشيخوف ».
أدّى الأدوار الرئيسية لهذه المسرحية التي تمّ عرضها بقاعة الفن الرابع بالعاصمة مساء امس الثلاثاء، وذلك ضمن المسابقة الرسمية للأيام، الممثلون مناضل داوود الذي تقمّص دور الطبيب النفسي « أندريه »، وكذلك أياد الطائي (شخصية الممثل المسرحي ميخايلوف »، بالإضافة إلى حيدر جمعة وأمير إحسان وجاسم محمد وأمين مقداد (عازف الكمنجة)، فضلا عن 9 ممثلين تقمّصوا أدوارا ثانوية في العمل.
تدور وقائع المسرحية في قسم بمستشفى الأمراض العقلية يأوي مجموعة من المجانين والمرضى النفسيين. ويتّسم هذا القسم بافتقاده للعناية اللازمة من قبل الأطباء وإدارة المستشفى. ويشرف على المرضى طبيب مختصّ في العلاج النفسي اسمه « أندريه »، يكتشف بعد إدارته لهذا القسم أنه مريض مثل بقية المجموعة.
ولتقريب أحداث العمل من المتفرّج، اعتنى المخرج جواد الأسدي بالعناصر السينوغرافية المكونة للمسرحية، فكان الديكور جدران حديدية، وبدا أقرب إلى السجن من المستشفى. أما الملابس فكانت خرقا بالية رثة وسخة، تعكس وضعية القذارة التي بدا عليها المكان وحالة الفوضى التي يعيشها المجانين. وفي ما يتعلّق بتقنيات الإضاءة، وجّه المخرج الإنارة من السقف إلى الخشبة بشكل عمودي، وعمل على حصر شعاع الضوء لكي يبدو متسلّلا من النوافذ وسط العتمة ولا يعمّ أرجاء الركح ليحافظ على معنى الانغلاق والاستعباد وانعدام الحريات.
وارتكزت الخصائص الفنية المميزة لمسرحية « تقاسيم على الحياة » على المفارقة وعلى المراوحة بين التراجيديا والإضحاك عبر أسلوب « السخرية السوداء ». والمفارقة في المسرحية تكمن في المكان أّولا: فالمؤمل أن المستشفى هو مكان للعلاج ورمز للشفاء والحياة، لكنه كان أقرب إلى السجن والاستعباد والاضطهاد للمرضى. أمّا أسلوب الإضحاك، فهو السبيل الوحيد للمرضى في الحلم والأمل للتخلّص من علامات الذل والمهانة التي لحقتهم.
والمفارقة العجيبة في المسرحية هي أن المرضى المجانين في المستشفى هم من المثقفين والمتعلّمين ومن علماء الاقتصاد، ويكتشف المشاهد أنهم عقلاء، عكس الطبيب النفسي الذي يشرف على القسم، فهو كان من المؤمّل أن يشرف على علاجهم، وإذا به أصبح يحتاج من يعالجه.
وأخذ الإيقاع في المسرحية منحًى تصاعديّا، وذلك تماشيا مع حالات التخبط والتمزّق والصراع الذي يعيشه كلّ فرد من المجموعة مع ذاته، ولذلك تعدّدت حالات الانفعال رفضا للواقع السائد الذي يتّسم بالظلم والقسوة والاضطهاد.
وأثار المخرج في المسرحية مجموعة من القضايا السياسية منها الحاكم العربي الذي يدير شؤون الناس ويتحكم بمصائرهم إلى أن يبلغوا مرحلة الجنون، بعد أن يسلب حرياتهم في التفكير. ومن القضايا المعروضة أيضا الفقر والتهميش وغياب العدالة، وقتل الإبداع والثقافة لتجهيل المجتمع.
ولذلك ينادي المخرج بالحياة وبالثقافة وبالإبداع من خلال شخصية الممثل المسرحي « ميخايلوف »، فـ « بالإبداع نحلم نخترق الواقع الأليم ونعيش » كما ورد على لسان أحد أبطال المسرحية خلال العرض.

بقية الأخبار

برامج وخدمات

tmp111

tmp222

meteo-

maritime

تابعونا على الفايسبوك

spotify-podcast-widget1

مدونة-سلوك

الميثاق

الميثاق-التحريري