افتتح وزير السياحة محمّد المعز بلحسين، مساء السبت، الدورة السادسة لمعرض الساحل للصناعات التقليدية التي ينظمها الديوان الوطني للصناعات التقليدية وشركة الزيتونة للمعارض من 26 أفريل إلى 5 ماي 2024 بقصر المعارض بالساحل بولاية المنستير تحت شعار « ريحة البلاد » بمشاركة 200 حرفي وحرفية في اختصاصات عدّة من 18 ولاية.

وأبرز بلحسين، خلال تصريح صحفي أهمية هذا المعرض، الذي يعدّ الثالث وطنيا من حيث عدد المشاركين والفضاءات، في مزيد تطوير الصناعات التقليدية، وفرصة لتشجيع الباعثين الشبان وأصحاب الشهائد العليا خاصة المبدعين الذين هم بصدد المحافظة على الهوية التونسية مع تطوير الصناعات التقليدية علاوة على الجانب التكويني والتأطيري لهذا المعرض.

واعتبر الوزير أنّ هناك عملا كبيرا لابدّ من القيام به في إطار اتفاقية مشتركة بين الديوان الوطني التونسي للسياحة والديوان الوطني للصناعات التقليدية لمزيد دعم البرامج الترويجية لمنتوجات الصناعات التقليدية كالمشاركة في المعارض الدولية للترويج للسياحة باعتبار أنّ الصناعات التقليدية هويتنا التونسية وهي الصورة التي نسعى لترويجها في مختلف أنحاء العالم.

وعاين الوزير قبل ذلك مختلف أجنحة المعرض التي تضم منسوجات الألياف النباتية والمنسوجات التقليدية وخشب الزيتون، والعطورات والزيوت الطبيعية وفخاز سجنان واللباس التقليدي والسعف والحلي ومكملات الموضة والأثاث والتطريز اليدوي ومنتوجات النحاس والمعادن والخزف والفخار والفسيفساء والبلور والحلويات التقليدية وغيرها .

واطلع في الأجنحة، التي خصصها الديوان الوطني للصناعات التقليدية مجانا لتشجيع الباعثين الجدد خاصة من خريجي التعليم العالي ومراكز التكوين المهني، على منتوجات مبتكرة لمشاريع مجموعة من الباعثين الشبان من خريجي الجامعات. واستمع في الورشات الحرفية الحيّة إلى مشاغل بعض الحرفيين، كما واكب عرضا للّباس التقليدي.

وأفاد المدير العام للديوان الوطني للصناعات التقليدية، فوزي بن حليمة، من جهته، أنّ هذه الدورة تتميز بالعدد الهام للحرفيين المشاركين، وهي فرصة كبيرة للحرفين من مختلف الولايات لترويج منتوجاتهم في منطقة الساحل وبالتالي تقريبها من متساكني هذه الجهة.

ويوجد تميز كبير في المنتوجات التقليدية وجودة ممتازة مقارنة بالسنوات الفارطة وعدّة منتوجات أصحبت قابلة للتصدير مع تنوع كبير في المنتوجات وهو ثمرة جهود كبيرة للدولة بالتعاون مع مختلف المتدخلين والمجتمع المدني.

وبلغت قيمة صادرات الصناعات التقليدية قرابة 155 مليون دينار سنة 2023 مقابل 149 مليون دينار سنة 2022 أي بنمو مستمر للصادرات، وحتى خلال سنوات الكورونا، إذ هناك تطوير لمسالك الترويج فالحرفي أصبح يروج في الأسواق الخارجية وتعدّ السوق الأمريكية الأولى.

وتتصدر منتوجات خشب الزيتون المرتبة الأولى في صادرات الصناعات التقليدية بقيمة تتراوح بين 40 و45 مليون دينار سنويا ويمكن أن يتضاعف هذا الرقم في حال توفير المواد الأولية، يليه قطاع النسيج، والخزف والفخار. ويمكن للصناعات التقليدية أن تصبح مساندا هامّا للدولة في التصدير.

ونعمل في الصناعات التقليدية على الجودة والعلامة، والتصميم وتوج الأسبوع الماضي ثلاثة حرفيين في اختصاص السعف بثلاثة جوائز في معرض ميلانو للتصميم من بين أربعة جوائز وهي مسألة هامّة.