أكّد 19 باحثا من خمس دول عربية من خلال بحوث تم تقديمها الاثنين والثلاثاء في مدينة باجة خلال مؤتمر الامن الغذائي والمائي العربي  الذي نظمته جامعة الدول العربية وولاية باجة والمندوبية الجهوية للفلاحة والمجلس الدولي للنساء صاحبات المشاريع بباجة وجندوبة وانكّبت على تشخيص قضايا الماء  والغذاء وأسباب العجز الغذائي والمائي المختلفة ان قضايا العجز المائي والغذئي في الدول العربية مطروحة بشدة وهي تهدّد الاستقرار والامن العربي وأنها تعرف نسقا  تصاعديا حيث ارتفعت الفجوة الغذائية من 18 مليار دولار سنة 2005 الى 40 مليار سنة 2014 وذلك رغم الجهود التي يبذلها الوطن العربي لتوفير الغذاء والماء لــ400 مليون مواطن، مؤكّدين إلى إقامة شراكات وإلى التعاون لسدّ الفجوة الغذائية باعتماد الإمكانيات الذاتية للوطن العربي وإلى ضبط استراتيجيات موحّدة ومندمجة
لمعالجة هذه القضايا.
وبيّنوا أنّ الدول العربية تعد من افقر المناطق في قطاع الماء وان سوء استخدام الماء والتربة ادى الى تملح التربة وان سعر الماء يفوق سعر البنزين بعدد من الدول العربية  ومنها ليبيا، داعين إلى استغلال الطاقة النووية والشمسية لتحلية مياه البحر والى اعتماد نظرة متكاملة بيئية واجتماعية وسياسية وعلمية فى معالجة قضايا الماء وسوء التغذية بالمنطقة العربية.
وأكّدوا أيضا أهمية حماية التربة من كل التهديدات واعتماد منظومات وافكار تضمن التنمية المستدامة وتواصل توفر الغذاء للاجيال القادمة والوقاية من النفايات السامة  وتقليص تهديداتها على المائدة المائية وتربية الاسماك في البحر والمياه الحلوة لتوفير مصادر إضافية للغذاء.
وقد نبّه الباحثون الى أن تواصل الأنماط الزراعية الحالية ومنها النمط الزراعي التونسي سيؤدي الى العجز واكدوا ان الفلاحة المندمجة هي الحل لمواجهة التغيرات المناخية
إلى جانب تبنّي واعتماد تكنولوجيات جديدة ملائمة ومنظومات زراعية جديدة مثل الفلاحة الحافظة أو الفلاحة دون حراثة، داعين أيضا الى بناء محطات لتحلية مياه البحر باستعمال لاقطات شمسية والى ضبط استراتيجية واضحة لتطوير قطاع تربية الاسماك ولضمان استقلاية انتاج الدول العربية فى مجال تربية الاسماك.
وتمخّض المؤتمر أيضا عن الدعوة الى ارساء ثقافة التنمية المستدامة واليقظة التكنولوجية والتربية على الامن الغذائي والمائي منذ سن مبكرة بالوطن العربي وتجدر الاشارة الى ان مؤتمر الامن الغذائي والمائي العربي قد تضمّن ست جلسات علمية توزّعت بين الأمس واليوم وسيختتم غدا الاربعاء بزيارات ميدانية لمنشآت فلاحية
وقد تضمّنت الجلسات العلمية تقديم محاضرات لمهندسين وباحثين من تونس ومصر والجزائر والاردن وليبيا : محاضرة الدكتور سمير مصطفى حسين الباحث بمعهد التخطيط القومي بالقاهرة حول الامن المائي والعجز الغدائي العربي ومحاضرة لحافظ خليف من المركز العربي لدراسات المناطق الجافة والاراضي القاحلة بدمشق حول دور مركز اكساد في موضوع الامن الغذائي والمائي العربي ومحاضرة حول واقع الامن الغدائي للجمهورية الجزائرية فى ظل رهانات تحقيق الامن المائي ومواجهة التدهور البيئي اضافة الى مداخلة لمدير موارد التربة بوزارة الفلاحة والموارد المائية والصيد البحرى بتونس الهادى الحمرونى حول دور حماية التربة في تحقيق الامن المائي والغذائي بالوطن العربي ومداخلة لحسن العلوى من المندوبية الجهوية للفلاحة بباجة حول التربة والامن الغذائي ومحاضرةلصلاح التكريتي من الهيئة العربية للطاقة الذرية حول دور الهيئة العربية للطاقة الذرية فى تحقيق الامن المائي والغذائي في الدول العربية ومحاضرة للدكتور احمد ذياب الاستاذ بكلية الطب بجامعة صفاقس حول الاثار الصحية لسوء التغذية في الوطن العربي وأخرى لسمير الدروبي عضو مجمع اللغة العربية الاردنى بعمان حول الاهمية العلمية لكتاب الفلاحة الاندلسية لابن العوام الاشبيلي الذي يعود  للقرن 12 ميلادى ومحاضرة للدكتور وجدى سويلم استاذ علوم الحيوان بالمدرسة الوطنية للبيطرة بجامعة منوبة حول فلاحة الحيوان فى كتاب الفلاحة لابن العوام الاشبيلي ومحاضرة الهادي الدغاري وعصام الدغاري من المعهد الوطني للعلوم الفلاحية حول تحلية المياه بالطاقة الشمسية لخدمة الامن المائي والغذائي في الوطن العربي ومحاضرة محمد الحبيب السلامى من المدرسة العليا للهندسة الريفية بمجاز الباب حول مقاربة نموذجية لتشخيص وتكميم قطاع المياه من اجل فلاحة فعالة فى الوطن العربي ومحاضرة لفرج علي نصر عمار استاذ الاقتصاد بجامعة طرابلس بليبيا بعنوان الادارة المتكاملة للموارد المائية ودورها في الامن المائي الليبي.
وقدم زهير الحلاوي استاذ الجغرافيا بكلية العلوم الانسانية والاجتماعية بجامعة تونس بحث بعنوان الطبقات المائية السطحية في تونس بين الضغط البشري وعوائق المناخ وكانت للمهندس التونسي جميل الهندي مداخلة بعنوان اهمية الصيد البحري وتربية الاسماك في تحقيق الاكتفاء الغذائي العربي وحاضر نوفل الحداد وهو مهندس تونسي حول المصائد السمكية والامن الغذائي في الوطن العربي من خلال التجربة التونسية في حين قدم خالد العذاري الرئيس المدير العام لشركة استثمار فلاحي بتونس مداخلة بخصوص صندوق تونس لتربية الاسماك رافد لتحقيق الامن الغذائي وتطوير التجارة البديلة وتعلقت محاضرة هشام بن سالم المدير العام لمؤسسة البحث والتعليم العاليالفلاحي بمساهمة البحث العلمي في تحقيق الامن الغذائي ببلدان افريقيا.
وقدم بلقاسم المازني المشروع التنافسي جنان مجردة بوادى الزرقاءة بباجة ودوره في التنمية المستدامة وتعلّق بحث ايناس بوعلي بالتربية على الامن الغذائي والمائي.