تجدّدت الليلة الماضية الاحتجاجات في مدينة بن قردان من ولاية مدنين فأغلقت الطرقات واحرقت العجلات المطاطية وتم رشق منطقة الأمن بالحجارة ممّا أسفر عن إصابة رئيس المنطقة بجروح على مستوى الرأس فاستعملت الوحدات الامنية الغاز المسيل للدموع لتفريق المحتجين وذلك في مشهد يتكرر لليلة الثانية على التوالي بعد هدوء كامل يوم أمس، وذلك على خلفية تواصل غلق معبر رأس جدير الحدودي.
وجاءت الاحتجاجات على خلفية تواصل غلق المعبر وعدم وجود حل جاد يعيد لهذا المعبر نشاطه في تأمين التجارة البينية التي يتعاطاها اغلب أبناء بن قردان.
ونبّه الاتحاد المحلي للشغل ببن قردان الى خطورة تداعيات أزمة معبر رأس جدير على المنطقة وإمكانية انفجار الوضع نتيجة حالة الاحتقان الكبرى، ويعتبر الوضع شديد التوتّر في بن قردان وخاصة مع مرور شهرين لغلق المعبر مقابل غياب كامل للدولة التي كان يفترض أن تتدخّل الدولة في بداية الإشكال وتسعى لإيجاد حلّ للمعبر باعتباره مورد رزق أغلب أبناء بن قردان في ظل غياب آفاق التشغيل ، حسب ما ذكره رئيس الاتحاد المحلّي، محسن لشيهب، في تصريح لمراسلة (وات) في الجهة.
وجدّد ضرورة ان تتدخل الدولة فورا مع الجانب الليبي لحل المشكل وتخفيف الاحتقان واستقرار الوضع ولتجنب التصادم بين المواطنين وانفجار الوضع أكثر على اعتبار أن الأهالي تذمّروا من هذا الوضع الاقتصادي الراكد وأرهقوا ماديا وخاصة امام تتالي المناسبات الدينية والعائلية وقريبا عودة مدرسية.
وكان الأمين العام المساعد للاتحاد العام التونسي للشغل بوعلي لمباركي ذكر يوم امس على هامش إشرافه على ندوة صحفية في مدنين حول إلغاء الإضراب العام أن الاتحاد يتابع مشكلة معبر راس جدير لاعتباره شريان هام لبن قردان ولكامل تونس، موضحا ان الاتحاد يواصل اتصالاته مع الحكومة لإيجاد حل وفتح المعبر من جديد.
يشار إلى أن بن قردان شهدت صباح اليوم هدوء تامّا لكنه يتّسم بالحذر.
