البث الحي

الاخبار : ثقافة

book_news2018

ترجمة الروايات العالمية إلى العربية : الإشكاليات الجمالية والثقافية

أمام تصاعد وتيرة ترجمة الروايات إلى العربية وارتفاع نسبة إقبال القراء عليها، اختارت هيئة تنظيم الدورة 35 لمعرض تونس الدولي للكتاب (5-14 أفريل 2019) تخصيص إحدى جلساتها لبحث الإشكاليات الجمالية والثقافية المتعلقة بهذه الترجمات.

هذه الجلسة التي أدارها، مساء الخميس، الكاتب والشاعر والمترجم آدم فتحي شارك فيها كل من الكاتب والشاعر والمترجم محمد علي اليوسفي والناقد والمترجم عبد الودود العمراني فيما تغيب عنها كل من المترجم السوري والعربي الكبير صالح علماني والناشر شوقي العنيزي الذي اختصت داره في ترجمة الروايات العالمية ونالت جوائز عن ذلك.

ومثل اللقاء فرصة لطرح عدة تساؤلات حول معنى الرواية العالمية ومميزاتها والعوامل التي تجعل الناشرين يترجمون رواية دون أخرى. فهل أن الرواية العالمية هي الأكثر شهرة وانتشارا أم هي ما استساغته الذائقة الغربية أم العربية ؟ معتبرين أن الأمر إلى الفرضية الأولى والثانية أميل.

وانتقد الحاضرون في هذه الجلسة التي أقيمت بقاعة الطاهر الحداد بفضاء قصر المعارض بالكرم، ظاهرة الترجمة بشكل عشوائي أي دون الحصول على حقوق المؤلف، فضلا عن بعض الترجمات المجزأة للنص الأصلي مما يجعل بعض الترجمات لا تمثل سوى ثلث ما جاء في النص الأصلي. وأشاروا إلى أن بعض البلدان لم تصادق على قانون الملكية الفكرية وبالتالي تواصل ترجمة الكتب دون احترام حقوق المؤلفين. ونوهوا بالترجمات « المحترمة » التي تقوم بها كل من دار التنوير والدار العربية للعلوم في تونس.

أما بخصوص من يترجم فقد ذهب جل الحاضرين إلى أن الأكاديميين والجامعيين ليسوا بالضرورة الأقدر والأكثر كفاءة في الترجمة بل المبدعون هم الأقدر على ترجمة النصوص الإبداعية وخاصة الرواية والشعر. فترجمة الرواية (وهي موضوع الجلسة) تستوجب الإلمام بتقنيات كتابة الرواية ولا يكفي فقط إتقان اللغة إذ أن الترجمة الحرفية قد تتسبب في تحريف المعنى، فترجمة الرواية ليست نقلا علميا، لذلك لا بد للمترجم أن يمتلك ثقافة واسعة وإلماما بثقافة اللغة التي ينقل منها نصه إلى العربية فعدم فهم الفكرة في النص الأصلي يجعل ترجمته غير سليمة.

والترجمة كما عرفها المبدع آدم فتحي هي بمثابة نقل وجدان كامل ومناخ مغاير وروح أخرى وجسد آخر. كما وصفها محمد علي اليوسفي بأنها « لحظة القدح بين لغتين من قبل مترجم يتقن روح اللغتين ».

واعتبر آدم فتحي أن إشكاليات الترجمة هي جوهر متعة الترجمة، في تقديره، فحل هذه الصعوبات والإشكاليات تثري الزاد اللغوي للمترجم وتوسع معارفه.

ورغم بعض الشوائب التي يتسبب فيها عدم إتقان اللغة والإلمام بثقافة الآخر عند ترجمة الروايات العالمية إلى العربية، فإن بعض الترجمات تقدم الإضافة للنص الأصلي وفق تعبير المترجم عبد الودود العمراني من خلال اعتماد الاشتقاق والاستعارة وغيرها من « المحسّنات ».

وشدد المتدخلون في اللقاء على ضرورة أن تكون دور النشر محترفة ويتحلى أصحابها بالمهنية من حيث توفير الكفاءات اللازمة واحترام حقوق المؤلف، وحقوق المترجم. ولاحظوا أنه رغم الكفاءات التي تزخر بها تونس في مجال الترجمة ورغم ارتفاع عدد دور النشر إلا أن المشهد الثقافي يظل منقوصا من « دور نشر لها رؤى ثقافية وتترجم الأعمال بطريقة حرفية أدبية فنية وفكرية ».

ورغم كل الإشكاليات الجمالية والثقافية المذكورة تبقى عملية الترجمة أساسية في نقل الحضارات والأدب والثقافات لذلك قيل « كل كتاب يظل يتيما في انتظار مترجمه ».

بقية الأخبار

برامج وخدمات

tmp111

tmp222

meteo-

maritime

تابعونا على الفايسبوك

spotify-podcast-widget1

مدونة-سلوك

الميثاق

الميثاق-التحريري