تنظم جامعة الزيتونة، اليوم الثلاثاء وغدا الأربعاء، ندوة علمية وطنية تحت عنوان « العمل النقابي في تونس: بين الكائن والممكن: ما لم يقل »، لتسليط الضوء على العمل النقابي في تونس وتناوله من منظور أكاديمي.
وبيّنت منسقة هذه الندوة الأستاذة بالمعهد العالي لأصول الدين بجامعة الزيتونة، حفصية السعيدي، في كلمة الافتتاح، أنه على أهمية القضايا الاجتماعية والإنسانية في الجامعات، إلا أن مسألة العمل النقابي لا يتم عادة التطرق إليها في الدراسات الأكاديمية وهو ما يدعو إلى التحسيس بأهميتها في الفضاء الجامعي وتدريسها لمزيد توعية الطلبة بالنشاط النقابي وتاريخه في تونس.
وأبرزت ضرورة البحث والتمحيص والوقوف على دور العمل النقابي في تاريخ تونس الذي مكن تونس من التحرر من الاستعمار والتمرد عليه بعد أن نكّل بالعاملين والعاملات وحاول ردعهم عن ممارسة العمل النضالي صلب المنظمات والجامعات.
وأكدت السيعدي أن هذه الندوة التي تنتظم على امتداد يومين بمقرّ جامعة الزيتونة، تفتح المجال أمام الباحثين والمختصين في الفقه وعلم الكلام والدراسات الشرعية الأخرى والباحثين من جامعات صفاقس وتونس ومنوبة والقيروان في اختصاصات مختلفة على غرار الدراسات القانونية والاجتماعية والإنسانية، لتقديم قراءاتهم في مسألة العمل النقابي ومختلف تحدياته من منظور أكاديمي ونقده وسبر أغواره بمعزل عن أي تدخل سلطوي أو محاولة للمس من الحريات الأكاديمية.
كما سيتمّ خلال الندوة تقديم قراءات في تاريخ تأسيس الاتحاد العام التونسي للشغل والمنظمات النسائية والحركات النقابية التحررية،حسب المتحدثة التي بيّنت أن قيمة العمل مذكورة في النصوص الشرعية الدينية، إذ تساهم في حفظ الكرامة البشرية ودرء الفساد.
من جهته، بين المختص في التاريخ المعاصر خالد عبيد، أن الحركات النقابية التي نشأت في خضم الاستعمار الفرنسي كانت تطمح من جهة إلى الدفاع عن حقوق العملة والسعي نحو التحرر من براثن الاستعمار في ظل القمع المتواصل ومحاولات المستعمر إحباط الحركات النقابية وشيطنتها. وتطرق عبيد إلى المحاولات النقابية الأولى بداية من تأسيس جامعة عموم العملة التونسيين من قبل محمد علي الحامي وصولا إلى الاتحاد العام التونسي للشغل.
وفتح خالد عبيد المجال للباحثين والأساتذة الحاضرين لتقديم قراءات زيتونية للتجارب النقابية التونسين من بينها دور الزيتونين في تأسيس مبادئ العمل النقابي في تونس والقيم المرجعية في منظومة العمل النقابي.
