خُصّصت الجلسة التي عقدتها، عبر تقنية التواصل عن بعد، لجنة شؤون التونسيين بالخارج، اليوم الثلاثاء، في قصر باردو، للإستماع إلى ممثلي وزارتي الشؤون الخارجية والنقل واللوجستيك، حول « سبل إجلاء التونسيين العالقين بالخارج والنظر في الحلول الممكنة لمساعدة التونسيين المقيمين بالخارج الذين يعانون ظروفا اجتماعية صعبة، جرّاء انتشار جائحة كورونا المستجد »، وفق بلاغ للبرلمان.
وبيّن مدير عام الطيران المدني بوزارة النقل، أنّه تمّ إعطاء الأولوية في عملية الإجلاء، للحالات التي تعاني إشكاليات هامة وأكّد سعي الوزارة الجاد إلى إجلاء أكبر عدد ممكن من العالقين بالخارج، مشيرا إلى « وجود إشكاليات في الحصول على تراخيص من دول الإقامة ».
ومن جهته أفاد مدير عام الشؤون القنصلية بوزارة الشؤون الخارجية، بأنّ إطارات الوزارة تتابع عن كثب أعمال القناصلة والسفراء في التعامل مع هذه الازمة. وأضاف أن الخارجية تتابع وضعيات الطلبة في الولايات المتحدة الأمريكية، مشيرا إلى أن « الجانب الأمريكي تكفّل بمصاريف إيوائهم، إلى حين إيجاد حلول جذرية في الغرض ».
وذكر أنه سيتم الشروع في إجلاء التونسيين العالقين في الدول العربية في الأسابيع القادمة، مبيّنا أنه يتم حاليا « إعطاء الأولوية للتونسيين العالقين بالدول الإفريقية، لعدم توفّر السلامة الأمنية اللازمة في عدد كبير من هذه الدول ».
وقد تمحورت تدخلات النواب أثناء الجلسة، حول جملة من الإشكاليات تعلّقت بالأساس بأسباب تأخّر إجلاء عدد هام من التونسيين العالقين بدول أجنبية، وشددوا على ضرورة رصد اعتمادات إضافية من ميزانية الدولة، لفائدة التمثيليات الدبلوماسية، بما يمكّنها من التدخل السريع لمعالجة عدد من الصعوبات التي يواجهها التونسيون بالخارج وخاصة منها في المجال الإجتماعي.
كما عبّر عدد من النواب عن استيائهم، حسب نص البلاغ، من « عدم تمكّن البعثات الدبلوماسية من تقديم الإحاطة اللازمة، سيما بالنسبة إلى الطلبة الذين لا يتمتّعون بمنح دراسية وفقدوا مواطن الشغل بنظام « نصف الوقت » لتسديد حاجياتهم »، مؤكّدين ضرورة « تسهيل إجراءات التحويل من قبل عائلاتهم عن طريق البنك المركزي التونسي . وطالبو أيضا بتخصيص منح إعانة لهؤلاء الطلبة وإجلاء من يرغب منهم في العودة .
وأوصى أعضاء اللجنة، بتوفير الإمكانية لتجديد جوازات السفر عن بعد، وفضّ إشكاليات تجديدها من قبل البعثات الديبلوماسية بالخارج.
وفي جانب آخر من الجلسة، شدّد المتدخلون على ضرورة سعي البعثات الديبلوماسية، إلى « تحسين عمليات التواصل والإعلام، لإبلاغ كل أبناء الجالية المعنية بمواعيد رحلات الإجلاء وكيفية الإنتفاع بها وغيرها من الخدمات والمساندة الظرفية، على غرار نقل الجثامين وتوزيع المساعدات المادية وجمع التبرعات »، مذكرين بضرورة اعتماد النواب المنتخبين عن الدوائر، كحلقات تواصل مع الجالية ومدّهم بالمعلومات والمعطيات اللازمة وتشريكهم في حل الإشكاليات العالقة.
وتساءل النواب أيضا عن « حظ التونسيين المقيمين بالخارج بطريقة غير نظامية، من المساعدات التي خصصتها الدولة لفائدة مواطنيها بالخارج »، حسب ما جاء في البلاغ ذاته.
