اعتبر رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي أن التخصص السياسى المطروح بقوة في مؤتمر حركة النهضة العاشر لم يكن خضوعا لاكراهات المرحلة بقدر ما كان تتويجا لتطور مسار تاريخي شهدته الحركة على مدى أربعين سنة سعت خلالها الى تقويم مسارها ومراجعة خياراتها. وأضاف الغنوشي في افتتاح المؤتمر العاشر لحركة النهضة بالقاعة الرياضية المغطاة برادس مساء امس الجمعة أن النهضة تطورت خلال هذا المسار من حركة عقدية الى حزب وطني ديمقراطي مسلم مرورا بمرحلة كانت فيها حركة احتجاجية تدعو الى الديمقراطية موضحا أن الحركة جادة في الاستفادة من أخطائها.
وقال في السياق ذاته علينا أن نتحلى بالشجاعة للاعتراف بأخطائنا في فترة الحكم معتبرا النقد الذاتي والمؤسسي شرطا من شروط الحداثة مجددا التأكيد على التزام الحركة بنمط المجتمع الذي اختاره التونسيون وقامت من أجله الثورة.
وأبرز التزام الحركة بالنأي بالدين عن المعارك السياسية وتحييد المساجد حتى تكون جامعة لا مفرقة مقرا في الاثناء بحاجة البلاد الى طبقة من العلماء حتى تشهد للإسلام الوسطي وتدحض التطرف باسم الاسلام الذي تنتهجه الحركات المتشددة والتكفيرية.
وجدد الغنوشي في كلمته دعوته الى مصالحة وطنية شاملة تمنع وفق قوله توريث الاحقاد وبناء مشروع وطني يتطلع الى المستقبل داعيا الى شراكة حقيقة بين كل القوى الوطنية والسياسية في البلاد تحت سقف الوطن والدستور والى توسيع دائرة التوافق.
وشدد على أن الدولة العصرية لم تعد تدار بالايديولوجيا بل من خلال البرامج والحلول الاقتصادية في دعوة منه للحركة الى الانتقال الى مرحلة التفكير لايجاد حلول للمشاكل الاقتصادية والى نهضة اقتصادية حقيقة تضمن سبل العيش الكريم للمواطن وتعالج القضايا الملحة على غرار التشغيل والتنمية العادلة ومقاومة الارهاب.
واعتبر أن مواجهة قضية البطالة لا تكون الا في اطار منوال اقتصادي أساسه الاستثمار في الثروة وفي المبادرة الخاصة وتفعيل مبدأ التمييز الايجابي بدعم حق الجهات في جزء من ثرواتها الطبيعية لتحقيق التنمية.
ودعا في هذا السياق الى تجاوز التعقيدات الادارية التي تعد من أكبر العراقيل لتطوير الاستثمار مقترحا انشاء وزارة كبرى تعنى بالاقتصاد تنفذ خطة استراتيجية عامة وواضحة للارتقاء بنسبة النمو الاقتصادي.
وجدد رئيس حركة النهضة الدعوة الى هدنة اجتماعية بين كل الاطراف من أجل اعادة العجلة الاقتصادية الى مسارها الصحيح.
وفي المجال الاجتماعي دعا راشد الغنوشي الى عقد وطنى للنهوض بالشباب يطرح حلولا حقيقية للمشاكل التى تواجهها هذه الفئة ويبنى استراتيجية مستقبلية للنهوض بأوضاعهم معتبرا في هذا السياق أن التعليم هو رأسمال كل التونسيين وأن المجموعة الوطنية مطالبة بروية وطنية لإصلاح التعليم الذي قال انه لا يجب أن يكون في قطيعة مع سوق الشغل .
وكان رئيس مجلس شورى حركة النهضة فتحى العيادي أكد في كلمته في بداية أشغال المؤتمر ضرورة قطع الطريق أمام كل أشكال التقسيم التي تستهدف الحركة والوطن معتبرا أن تونس هي الشمعة الوحيدة الباقية من بلدان الربيع العربي والحفاظ على نجاح تجربتها مسؤولية الجميع.
يذكر أن مؤتمر حركة النهضة الذي انطلقت أشغاله اليوم الجمعة تحت شعار نهضة تونس : مع بعضنا تتواصل خلال يومين بمدينة الحمامات لمناقشة العديد من اللوائح وانتخاب رئيس الحركة
وأعضاء مجلس الشورى.
وقد حضر افتتاح هذا المؤتمر الى جانب رئيسي الجمهورية ومجلس نواب الشعب العديد من الشخصيات الوطنية وممثلي الاحزاب السياسية الى جانب عدد من الضيوف من الدول الصديقة والشقيقة.
