« لم تعد السجون التونسية مجرّد أبنية ضيقة يتمّ فيها عزل السجناء عن المجتمع وإقصاؤهم، بل صارت مؤسسات لها وظيفتها الإجتماعية الكامنة في إستغلال فترة سلب الحرية في إصلاح المحكوم عليهم وتأهيلهم بهدف إعادة دمجهم في المجتمع بعد الإفراج عنهم » .. بهذه العبارات افتتح وزير العدل، عمر منصور كلمته في السهرة الرمضانية التي احتضنها سجن النساء بمنوبة، مساء أمس الثلاثاء.
واستعرض الوزير بالمناسبة « الإجراءات والقرارات المتعلقة بإصلاح المنظومة السجنية والخطوات التي تبذلها وزارته لتحويل الفكر السائد عن السجون والتعاطي مع المحكوم عليهم ».
وأضاف خلال التظاهرة التي حضرها بالخصوص والي منوبة ومدير عام السجون وأعضاء في البرلمان عن الجهة وعدد من ممثلي المجتمع المدني، أن مختلف الأنشطة التي تشهدها السجون التونسية تندرج في إطار الإتفاقيات الممضاة بين وزارة العدل ووزارة الثقافة والمحافظة على التراث، من جهة ووزارة الشباب والرياضة، من جهة ثانية، حول تخصيص برامج ثقافية وعروض فنية وأنشطة رياضية لفائدة المساجين.
واعتبر منصور أنه « لا إصلاح ولا تأهيل أرقى من الفن، لأن الفن في خدمة المجتمع »، معلنا في هذا الصدد عن الشروع في تركيز أجهزة هاتف « تاكسيفون » بسجن المنستير وكذلك منوبة وبرج الرومي قبل عيد الفطر، بما يمكن السجناء من الاتصال بعائلاتهم ومحادثتهم عبر الهاتف، تحت رقابة إدارات السجون.
وتضمن برنامج السهرة التي نشطتها الإعلامية يسر الحزقي والفنان عاطف بن حسين وذلك في ربط مباشر مع الإذاعة الوطنية في إطار برنامج « الدار الكبيرة »، عددا من الفقرات الفنية التي أثثتها فرقة للفنون الشعبية وعدد من الأصوات التونسية الطربية التي تطوعت لمشاركة السجينات إحدى أمسيات رمضان.
كما حضر هذه التظاهرة ثلة من ألمع نجوم المسلسلات الرمضانية، تفاعلت معهم السجينات اللاتي ساهم بعضهن في تأثيث فقرات السهرة بإنتاجاتهن الشعرية التي عبرن فيها عن مشاعرهن وأحاسيسهن المثقلة بالخوف والذكريات الأليمة وكذلك بالتوق إلى الحرية.
وقد تواصلت السهرة إلى وقت متأخر عبر خلالها السجينات عن أملهن في إعادة التجربة مع تنظيم مثل هذه التظاهرات التي « تخفف عنهن شعورهن بغربة السجن وألم الوحدة والشوق إلى عائلاتهن ».
