تنتظم بقصر المعارض بصفاقس، من 15 إلى 19 ماي الجاري، فعاليات الدورة 14 للصالون المتوسطي للفلاحة والصناعات الغذائية بصفاقس تحت شعار « إقتصاد فلاحي متطور في مناخ عالمي متغير »، وذلك بمشاركة حوالي 120 عارضا يمثلون مؤسسات وشركات وطنية ودولية بارزة، وحضور خبراء وأكاديميين فاعلين في المشهد العلمي والتقني، سيساهمون في مناقشة وطرح ملفات هامة تشكل نقطة إرتكاز الأمن الغذائي للدول.

وأفاد رئيس الدورة 14 للصالون المتوسطي للفلاحة والصناعات الغذائية، خالد عبد الهادي، خلال ندوة صحفية إنعقدت اليوم الخميس، لتسليط الضوء على برنامج الصالون، أنّ الصالون يتضمن، فضلا عن جانب العرض، ندوات علمية ثرية ومتنوعة، وورشات حية تعكس إنفتاح جمعية معرض صفاقس الدولي، الجهة المنظمة للدورة، على الجمعيات والمؤسسات وحرصها على التعريف بالبحوث العلمية وفق رؤية متأصلة في الغرض.

وأضاف أنّ المعرض سيفتح فضاءاته على مساحة 11 ألف متر مربع لمؤسسات من الوزن الثقيل ستكون واجهة حقيقية لمدى تطور المنتوجات الفلاحية والصناعات الغذائية في تونس وخارجها، فبالإضافة إلى الجزائر التي ستكون ضيف شرف ستشهد الدورة حضورا مباشرا وغير مباشر لمؤسسات من إيطاليا، وروسيا، وأسبانيا، وتركيا، وسوريا، والأردن، مع وفود من فلسطين والجزائر وليبيا والعراق وغيرها.

ويشمل العرض المعدات والتجهيزات الفلاحية بجميع أنواعها، من آلات عصر وتخزين وجني الزيتون، ووسائل النقل الخاصة بالقطاع الفلاحي، ومعدات الفلاحة والصناعات الغذائية، والفلاحة البيولوجية، وغراسة الأشجار، والزهور والحبوب، والمنابت، ومعدات تربية المواشي، والعلف المركب، واللحوم والدواجن، والطاقات المتجددة، والأنشطة والخدمات الداعمة للقطاع الفلاحي، فضلا عن حضور المؤسسات البنكية، والمؤسسات المسندة للقروض في القطاع الفلاحي.

وينتظم على هامش النسخة الحالية من الصالون المتوسطي للفلاحة والصناعات الغذائية منتدى علمي وإقتصادي، سيقام على مدى أربعة أيام (من 15 إلى 18 ماي الجاري)، وفق برنامج علمي مضبوط، سيتم خلاله طرح الواقع الفلاحي والمناخي وطنيا ودوليا، وفق رئيس هذا المنتدى كمال القرقوري.

وأبرز المصدر ذاته أن المنتدى سيستضيف قامات أكاديمية وتقنية، ومعرفية، ومؤسسات ومنظمات فاعلة لتدارس ومناقشة وتبادل الأفكار والخبرات حول مجموعة من القضايا الحارقة والحيوية في مجالات الطاقة الكربونية، والرسكلة، وحول المتغيرات المناخية وتأثيراتها وطرق التصدي لها في عالم متغير مناخيا، وجيوسياسيا، يستوجب الدراسة والإستشراف، وفق تعبيره.

وأضاف أنّ المنتدى يتضمن حوالي 30 محاضرة علمية طيلة تمتد أيام الصالون حول الدعم المالي وريادة الأعمال، ومرونة نظم الإنتاج الزراعي في مواجهة تغير المناخ، والإدارة المستدامة للموارد المائية، وصيد الأسماك والمأكولات البحرية، وصحة النباتات والمبيدات، والخبز والحبوب والبذور الأصلية.

ولفت إلى أنّ الشركات الأهلية ستسجل هي الأخرى حضورها خلال المنتدى العلمي والإقتصادي، من خلال مداخلات تعرّف بها، وتستعرض الصعوبات التي تواجهها في تنويع مصادر الإستثمار والإنتصاب للحساب الخاص في مجالات الفلاحة والصناعات الغذائية والقطاعات المتفرعة عنها.

وفي جانب الورشات الحية والمسابقات والفقرات التنشيطية، سيكون زوار الصالون المتوسطي للفلاحة والصناعات الغذائية على موعد مع الأكلة التقليدية من خلال تنظيم مسابقات في تذوق الأطباق (خاصة زيت الزيتون والعسل)، فضلا عن مسابقات في مجال تسمين العجول، وإستعراض للفرسان، والمسابقة الوطنية للقفز على الحواجز، وغيرها من الفقرات التنشيطية.

وتمحورت تدخلات عدد من ممثلي وسائل الإعلام حول البعد المتوسطي للصالون، والرهانات التي يجب أن يطرحها هذا الصالون المختص، على غرار ندرة المياه، والصحة النباتية والحيوانية، وضرورة الخروج بتوصيات عملية لتحقيق رهانات كبرى أبرزها الأمن الغذائي، فيما ثمّن متدخّلون آخرون بادرة تنظيم تظاهرات ثقافية صلب الصالون المتوسطي للفلاحة والصناعات الغذائية، وإنفتاح جمعية معرض صفاقس الدولي على محيطها الخارجي، داعين إلى مزيد الإشتغال على البعد الدولي إنطلاقا من الدورة القادمة.