قدمت فرقة « الصفاء » للإنشاد الديني بقيادة الشيخ عبد الجواد محيسن أمس الثلاثاء بفضاء دار الجمعيات بأريانة عرض « فرحة وتهليلة »، وهو عبارة عن مدائح وأذكار في السيرة النبوية الكريمة وهو أيضا استحضار للموسيقى الصوفية والأجواء الروحانية بأنماط عصرية باعتماد توزيع موسيقي جديد للأغنية الدينية التراثية والانتاج الخاص.
وقدم الشيخ عبد الجواد محيسن وهو أحد أهم مريدي الانشاد الديني منذ السبعينات وصلات من الغناء الصوفي جمع فيها بين الاصالة والتجديد حيث تفاعل الجمهور الحاضر مع وصلات « اللهم صلي على النبي محمد » و »مالي غير الله » و »باسم الكريم ربي » الى جانب المدح في السيرة النبوية واستحضار لشمائل سيدي بلحسن الشاذلي والحلاج والبصيري وغيرهم .
ويعتبر عرض « فرحة وتهليلة » انطلاقة فنية متجددة لفرقة « الصفاء » للانشاد الديني التي حاولت المراوحة بين الانشاد التقليدي والتراثي الاصيل والوصلات الموسيقية بنفس العصر حيث تولى الشيخ عبد الجواد محيسن تطعيم برنامجه الموسيقي باغنيات من انتاجه الخاص لشعراء وملحنين على غرار منير العيادي وعادل وسلطان ومعز الكعباشي وياسين سعيد وامين القلصي وغيرهم في محاولة لاثراء مخزون الانشاد الديني وعدم الاقتصادر على المقطوعات المعروفة بالمخيلة الشعبية مثل « فارس بغداد » و »سيد الابحار » وبلحسن الشاذلي ».
يقول عبد الجواد محيسن » اصبح العديد من الذين يمتهنون الانشاد الديني يستسهلون هذا النمط الموسيقي الهام الذي يرتكز على اصول علمية وضوابط غير محترمة للاسف لدى العديد من الفرق الصوفية في غياب تام للرقابة والمحاسبة حول كيفية تقديم المدائح والاذكار والكلمات المستعملة في السيرة النبوية او ما يسمى ب »السريدة ».
ويشار إلى أن عرض « فرحة وتهليلة » حمل الكثير من التجديد والبحث على مستوى الاخراج الركحي والتوضيب للموسيقي فخر الدين اليعقوبي مخرج العرض، حيث اشتمل على الاضواء واللباس التقليدي والرايات الملونة مع المراوحة بين الموسيقى والسرد في اجواء لم تخل من الاحتفالية بوجود الخبز او ما يعرف ب »السماط » الذي يقدم بزاوية سيدي بلحسن الشاذلي مع قليل من الزيتون تبركا وزهدا في الاولياء الصالحين.
