لا يمتلكون مخبزة للتزود بالخبز كما هو الحال في المدن، ولا سوقا يوميا أو حتى أسبوعيا لقضاء شؤونهم لتأمين قوتهم، لايستطيعون التزود بالمؤونة لبيوتهم إلا عند إقتناء النقل الريفي للوصول إلى مركز مدينة القيروان بعد قطع أكثر من 30 كيلمترا، أو من عند دكان قد يبعد عن بيوتهم عديد الكيلمترات في كثير من الأحيان… هذا هو حال عديد أرياف و عمادات القيروان الجنوبية على غرار نبش، المخصومة، الخزازية وغيرها من المناطق التي أصبحت تعاني من نقص حاد في التزود بالمواد اللازمة وخاصة مادة السميد التي تمثل مصدرا حياتيا أساسيا لهذه المناطق، بعدما حرمت من التزود بسبب فرض الحجر الصحي وحظر التجول لتصبح مناطق منعزلة تقطعت بها السبل، تعاني الجوع وتنتظر إطلالة مسؤول جهوي لطمئنتهم وتزويد دكاكينهم التي خوت من السلع ولاحت رفوفها فارغة لا تسكنها إلا الفراغ و حبات الغبار المتناثرة.

فبعد إنتظار لمادة السميد طال لأكثر من أربعة أشهر بالنسبة لهذه المناطق، فقد عاينت الإذاعة التونسية عملية التزود لبعض الدكاكين التي كان حظها فقط خمسة أكياس من « السميد الأرطب » التي لا تصلح إلا لتحضير الخبز لا غير لتوزع على على أكثر من 5000 عائلة، وهو ما أثار غضب الأهالي الذين اعتبروا ذلك استهزاء بهم وبوضعيتهم.

إعداد: مكرم الهداجي