قدّم المخرج المغربي المثير للجدل نبيل عيوش، مساء الخميس بقاعة الحمراء زفير بالمرسى، العرض الأول لفيلمه بتونس « غزية »، وذلك ضمن الدورة الأولى لمهرجان السينما المتوسطية « منارات » (9 – 15 جويلية 2018).
يدوم الفيلم 120 دقيقة وتدور أحداثه في مدينة الدار البيضاء وجبل الأطلس، ويروي 5 وقائع مختلفة لـ 5 شخصيات، لكنها تشترك وفق أحداث الفيلم في نضالها لنيل حريتها الفردية والاجتماعية، وكذلك ضدّ الطبقية والإقصاء و »الحقرة » كما ذكر نبيل عيوش خلال حلقة النقاش التي تلت عرض الفيلم، بالإضافة إلى ما أسماه بـ « اضطهاد » الأقليات في المغرب منها الأمازيغ واليهود، بحسب ما جاء في الفيلم.
يجمع الشريط بين أحداث حصلت مطلع الثمانينات وأخرى في الزمن الحالي، وكأن المخرج أراد من خلال الجمع بين الأزمنة الإشارة إلى عدم التقدم على مستوى الحريات الفردية والجماعية. وهذه القصص الخمس التي جمعها المخرج وصاغها بإحكام عند سردها دون أن يسقط في الرتابة أو في التعقيد على مستوى متابعة الأحداث وفهمها.
هذه « المقاومة » وهذا « التحدّي » الذي ظهرت عليه شخصيات الفيلم لمجابهة « الظلم » الاجتماعي في المجتمع المغربي، من أجل الحريات الفردية، تمّ تطعيمه أيضا بمشاهد لمظاهرات وأعمال شغب في الشارع المغربي ينادي من خلالها الشباب بالتشغيل وبالعدالة الاجتماعية.
يؤدي بطولة الفيلم مريم التوزاني وأمين الناجي وعبد الاله رشيد ودنيا بينبين والممثل البلجيكي « آريي ولتهالتر ».
ويقدم الفيلم مشاهد مصوّرة جميلة لجبال الأطلس والقرى الأمازيغية هناك. كما بدت الصورة في « غزية » من الخصائص الفنية المميزة لهذا الفيلم، وهي من إمضاء أمير المسعدي الحائز على جائزة الاتحاد العام التونسي للشغل لأفضل مصوّر سينمائي تونسي، وذلك عن فيلم « آخر واحد فينا » لعلاء الدين سليم، خلال الدورة 27 لأيام قرطاج السينمائية (2016).
ويتنزل عرض هذا الشريط ضمن المسابقة الرسمية للمهرجان التي تجمع 9 أفلام أخرى من دول متوسطية هي : « شرش » لوليد مطار (تونس) و « السعداء » للمخرجة صوفيا جاما من الجزائر و »الرجال لا يبكون » للمخرج البوسني « آلان درلجفيتش » وشريط « أخضر يابس » لمحمد حماد من مصر، بالإضافة إلى شريط « صيف 93″ للإسبانية « كارلا سيمون » و »منزل على البحر » للفرنسي « روبرت غيديغيان » وكذلك شريط « a ciambra  » للمخرج الإيطالي « جوناس كاربينيانو ».
وتسجّل فلسطين حضورها في هذه المسابقة بشريط « اصطياد أشباح » للمخرج رائد أندوني من فلسطين، إلى جانب الفيلم التركي  » more  » للمخرج « أونور سيلاك ».
تجدر الإشارة إلى أن لنبيل عيوش رصيد من الأفلام هي « مكتوب » (1997) و »علي زاوا » (2000) و »لحظة ظلام » (2003 و »كل ماتريده لولا » (2007) و »يا خيل الله » (2012)، بالإضافة إلى فيلمه « الزين اللي فيك » (2015) الذي أثار جدلا واسعا في الأوساط المغربية.