على إيقاعات أغنية الفنان الهادي الجويني « تبعني نبنيو الدنيا زينة » تُعرض صورٌ باللونين الأبيض والأسود، تمّ التقاطها بعد الثورة. وتُبرز هذه الصور سلوكيات غير حضارية وبناءات فوضوية وقمامة منتشرة في أنهج العاصمة وأحيائها.

وقد كانت هذه المشاهد ضمن الفيلم الروائي الطويل « مصطفى زاد » للمخرج نضال شطّا وبطولة الثنائي فاطمة ناصر وعبد المنعم شويات الحائز على جائزة أفضل ممثل في الدورة 28 لأيام قرطاج السينمائية (2017).
وتمّ تقديم هذا الشريط في عرض خاص بالصحفيين، اليوم الثلاثاء بقاعة أميلكار بالمنار. ويروي الشريط في 82 دقيقة، حياة منشط إذاعي « مصطفى » يعيش بين ابنه مالك المراهق المتمرّد من جهة، وبين زوجته « فرح » التي تعاتبه من ناحية أخرى، لغياب الطموح لديه ولضعف شخصيته.
يقتفي المخرج نضال شطا في « مصطفى زاد »، حياة مصطفى طيلة 24 ساعة، حيث قرّر التمرّد على نظام تعسّفي يسجنه، وذلك تزامنا مع عشية أول انتخابات رئاسية حرة تشهدها تونس سنة 2014.
واستطاع المخرج أن يترجم واقع الحياة اليومية للشخصية البطلة في الفيلم، من خلال التطور النفسي لشخصية « مصطفى زاد »، إذ تمّ إخضاع هذه الشخصية إلى معاتبة الزوجة المتكرّر، فضلا عن عدم إظهار الابن الاحترام لها، مما دفع بمصطفى إلى التحلّي بالجرأة ليقول « لا » ويؤكد على حقه في احترام حريته الفردية.
ويصوّر هذا الفيلم، تفشي ظاهرة العنف، واستشراء الفساد في الدولة وفي المجتمع وانعدام مظاهر الاتصال، وقد تمّ التعبيرعن هذه الظواهر في الفيلم بأسلوب كوميدي ساخر هي « الكوميديا السوداء »، لكن ذلك لم يمنع المخرج من بث رسالة أمل عن طريق الشخصية البطلة في الفيلم « مصطفى زاد » وجعلها شخصية متمرّدة تختار عن وعي درب مقاومة الظلم وتوعية المواطنين.
وأفاد نضال شطّا، متحدّثا عن فكرة الفيلم، بأن الفكرة الأصلية للشريط تعود للممثل عبد المنعم شويات، قائلا إن شخصيات الفيلم قد ساهمت في إثراء السيناريو بجملة من المقترحات. وأضاف أن هذا النهج التشاركي المتبع أثناء تصوير الفيلم، قد جعل من الحوار بين الشخصيات أكثر ديناميكية وأقرب إلى واقع المواطن التونسي اليومي .
واعتبر الممثل عبد المنعم شويات أن شخصية « مصطفى زاد » بالنسبة إليه تتسم بقربها من المواطن التونسي الذي حلم بحياة أفضل بعد الثورة، لكنه وجد نفسه أمام نظام يطبّق القانون بطريقة « خاطئة وتعسفية »، وفق قوله.
تجدر الإشارة إلى أن هذا الفيلم، سيعرض لجمهور الفن السابع بقاعات السينما، بداية من 28 فيفري الحالي.