انتظمت، صباح اليوم الثلاثاء، بمقر بلدية جربة اجيم من ولاية مدنين، ورشة عمل لاطلاق مشروع جمع واعادة تدوير دراين السلطعون المهجورة في بحيرة بوغرارة، الذي تنفذه طيلة سنة ونصف كل من جمعية « تيبازا » لانشطة الغوص والرياضات البحرية وجمعية المحافظة على التنوع البيولوجي في خليج قابس، بتمويل برنامج التمويلات الصغرى للصندوق العالمي للبيئة.

وجاء هذا المشروع، الذي يعد تجربة نموذجية ناجحة سيقع تنفيذها في جهات اخرى، في اطار مبادرات معالجة اشكاليات التاثيرات السلبية لدراين صيد السلطعون الازرق، على التنوع البيولوجي في بحيرة بوغرارة، خاصة وان عددا مهما منها يفقد في البحر ما يخلق عديد المشاكل البيئية ويساهم في ظهور ما يسمى ب »صيد الشبح »، وفق الاستاذال جامعي بكلية العلوم بصفاقس ونائب رئيس جمعية المحافظة على التنوع البيولوجي بخليج قابس لسعد النيفر.

واضاف النيفر لـ « وات » ان عدة انواع من الكائنات البحرية تدخل الى هذه الدراين وتموت بها دون استغلالها، الى جانب التاثيرات السلبية على البيئة البحرية وعلى الملاحة وعلى سلامة البحار، لذلك جاء هذا المشروع للحد من هذه التاثيرات عن طريق تقدير حجمها من خلال العلوم التشاركية وخلق نشاط جديد لجمع واعادة تدوير الشباك او الدراين المهجورة.

وسيتم في اطار هذا المشروع، اعداد دليل الممارسات الجيدة لمستخدمي دراين السلطعون الازرق وتطوير تطبيقة لتحديد مواقع تواجدها وتنظيم دورات تكوينية حول كيفية تجميع الدراين المهجورة ورسكلتها وتثمينها لخلق موارد رزق وتطوير دخل البحارة او النساء لاقطات المحار، الذين توقف عملهم لسنوات بسبب غلق الموسم، الى جانب تنظيم حملة تحسيسية للوقاية من فقدان الدراين ويوم تطوعي لجمعها بمشاركة غواصين منهم من سيتكوّن للغرض ومنهم من ستضعه جمعية « تيبازا » على ذمة المشروع، وفق رئيس الجمعية يعقوب لغوان.

وتم اختيار بحيرة بوغرارة لاعتبارها اكبر بحيرة في تونس ولاهميتها البيئية باعتبارها تحتوي على 3 مواقع رامسار، ومنطقة مهمة للمحافظة على الطيور، ومنطقة رئيسية للتنوع البيولوجي وتضم حوالي 80 نوعا من الاسماك وتتبع منطقة مهمة للحفاظ على اسماك القرش وبها غطاء نباتي هام بالاضافة الى اهميتها الاقتصادية من خلال التشغيل والانتاج، وفق عضو في هيئة تسيير المشروع لبنى بودية

يذكر انه يتم صيد السلطعون الازرق، الذي دخل منذ سنة 2014، ببحيرة بوغرارة بكميات هامة تقدر ب3 الاف طن، ما يتطلب عددا كبيرا من الدراين التي استنبطها البحث العلمي كتقنية لصيده تصل الى 150 الف درينة، 20 بالمائة منها يفقد في البحر لعدة اسباب امام نتيجة تمزق السلسلة، حيث توضع الدراين في البحر مترابطة بعدد يمكن ان يصل الى 200 قطعة او قد ينساها البحارن وايضا اسباب اخرى مختلفة ما يمثل خطرا على البيئة البحرية، وفق كاهية مدير النهوض بالجودة بالمجمع المهني المشترك لمنتوجات الصيد البحري فتحي النالوفي .