تحت شعار « نحن في سرديات الاخر » انطلقت اليوم الدورة الحادية عشرة لملتقى السرديات الدولي بمدنين الذي دأبت على تنظيمه الرابطة القلمية بمدنين. وتندرج هذه التظاهرة الثقافية في إطار تبادل الافكار والتجارب حول مباحث ادبية وثقافية مختلفة مع باحثين ومفكرين من تونس والجزائر والعراق سيتولون طرح مسألة صورتنا في سرديات الاخر بهدف النظر في صورة العربي والافريقي في الادب وفي الثقافة الغربية.
وحسب محمد فارس نائب رئيس الرابطة القلمية فإن فهم صورة الانا او صورة النحن او صورة الذوات الكاتبة والذوات المنجزة للعمل الثقافي والابداعي في عيون الاخر وكيف يرانا اي هل يرانا كما نريد الذاكرة العربية الاسلامية المنفتحة على محيطها وكيف ترى نفسها في ادب الاخر بالعين التي ترى بها نفسها في الواقع او هي صورة الاخر الغربي يرى الدراسات الاستشراقية .
واضاف ان في اطار فهم هذه الصورة وفهم التمثلات وكيفية التعبير عنها سيتم تتبع ذلك من خلال الاعمال الابداعية روائية كانت او مسرحية او اعمال نقدية، وفي الخطاب الادبي الروائي او في النصوص وفي الدراسات السوسيولوجية وذلك وفق تصورات مختلفة ورؤى ذاتية ستقدم في اشغال الدورة عبر مداخلات متنوعة. الا ان هذه المداخلات وان كانت ذاتية فهي تبقى قابلة لطرح بدائل لترميم صورة الذات ومحاولة لجمع شتات الذات بهدف الخروج بنموذج متصالح مع الواقع حسب قوله.
ومثل اليوم الاول مناسبة لتقديم مداخلات حول الخطاب الكولونيالي المشوه لصورة الشخصية الجزائرية من خلال اعمال روائية فرنسية ومداخلة حول الم الانا في عين الاخر والمشهد الجزائري التونسي في الرواية الفرنسية الى جانب مداخلات اخرى حول تمثلات صورة « نحن » وحفريات اللغة، وحول المتخيلات الكائدة وخطاب العبثية في تمثلات صورة الاخر وحول صورتنا في الاخر وغيرها على ان يتواصل الملتقى حتى يوم غد بمداخلات علمية وادبية يؤثثها مجموعة من الباحثين.
وبرمج منظمو هذه الدورة التي اكتسبت متابعين لها من المهتمين بالشأن الثقافي والادبي الابداعي واصبحت موعدا ثقافيا مميزا، زيارات ميدانية للمشاركين بمدينة جرجيس التي ستحتضن اشغال اليوم الثاني من الملتقى للاطلاع على بعض المعالم الثقافية والتاريخية والتنموية بها.
