البث الحي

الاخبار : ثقافة

theatre_news

مسرحية « براكاج » لصابر عبداوي: نعم للاختلاف والانفتاح لا للتشدد والإرهاب

تابع رواد الدورة التأسيسية للمهرجان الوطني للمسرح التونسي (دورة الفقيد المنصف السويسي) في جولته الختامية بالعاصمة (8-16 نوفمبر 2019) عرضا مسرحيا بعنوان « براكاج »، وهو عمل من إخراج صابر عبداوي وإنتاج جمعية أطفال بلا حدود للمسرح بقفصة.
وتم تقديم هذا العرض ضمن المسابقة الرسمية للأعمال المسرحية الهاوية، مساء أمس الخميس بدار الثقافة ابن رشيق بالعاصمة. وأدى الأدوار في المسرحية الممثلون سعاد عبود وقصي رواشد وصابر عبداوي.
تدور أحداث المسرحية في كوخ حيث يعيش عجوز متقاعد من الجيش يدعى جيلاني مع شاب هو بمثابة ابن له. يبدو جيلاني من هيئته مدمن على شرب الكحول لكنه في الآن ذاته هو عازف ماهر على آلة الساكسوفون ومتشبع بالأفكار التنويرية ويقرأ الأدب العالمي، حتى إن سكان قريته قد لقبوه باسم « جوليان ».
وفي المقابل، بدا كريم شاب متزمت دينيا تبناه العم جيلاني لما كان ضابطا في الجيش عندما تخلت عنه أمه المصرية على حدود الوطن بعد ان شردتها الحرب و توفي زوجها بمرض خبيث.
وخلافا لشخصية جيلاني، يعيش كريم حالة صراع فكري و ايديولوجي مع والده بالتبني بسبب رفضه لأسلوب حياة والده و تشكيكه في كل المسلمات، لكنه متقبل للاختلاف لحد ما لأنه ما انفك يراه في صورة الأب المنقذ والحضن الدافئ والمثل الاعلى له.
تنقلب الأحداث فجأة في مسرحية « براكاج » مع ظهور زينة الفتاة التي تعرضت لبراكاج في الدشرة وهي في طريقها لسهرة في علبة ليلية رفقة خطيبها الذي لاذ بالفرار و تخلى عنها، لتجد هذه الفتاة نفسها على أرض « جوليان » الذي أجبرها على السهر معه و الشرب من نبيذه الرخيص و الرقص على انغام معزوفاته المقبورة دون التفكير في جسدها بل كان يحاول إرضاء ذاته المنكسرة و يرغب في الخروج من حالة اليأس و الاحباط التي انتابته في السنوات الأخيرة.
لكن ابنه بالتبني كان له رأي آخر، إذ أن ما يهمه هو جسد زينة، الأمر الذي دفعه لقتل والده لتكون الفتاة ملكا له وحده دون سواه.
ولئن كان الركح فقيرا من ناحية الديكور، فإن اللعب الدرامي للممثلين على الخشبة كان من أهم مقومات هذه المسرحية، حتى إن الجمهور ظل مشدودا لمجريات الأحداث طيلة العرض الذي دام 40 دقيقة.
وقد أراد المخرج من خلال « براكاج » أن يحذر من مخاطر الانقسام السياسي والايديولوجي في البلاد في علاقة بالصراع على السلطة. وهو يدعو إلى أهمية الاختلاف والتنوع الفكري والقبول بالآخر والتعايش السلمي للأفراد والجماعات تحت خيمة وطن يتسع للجميع.
تجدر الإشارة إلى أن هذا العمل سبق له أن فاز بجوائز « أفضل سينوغرافيا » و »أفضل ممثل » و »جائزة لجنة التحكيم » بمهرجان عكاظ الدولي للمسرح بمراكش المغربية، وذلك خلال شهر جويلية من السنة الماضية (2018).

بقية الأخبار

برامج وخدمات

tmp111

tmp222

meteo-

maritime

تابعونا على الفايسبوك

spotify-podcast-widget1

مدونة-سلوك

الميثاق

الميثاق-التحريري