يبحث المشاركون في منتدى مؤتمر القمة العالمي للابتكار في التعليم « وايز » حول « الحوار من أجل التعليم والسلام »، الذي انطلقت أشغاله صباح الخميس بتونس، سبل تعزيز دور التعليم في إرساء السلم ودفع عجلة التنمية الاجتماعية. 

ويهدف هذا المنتدى، المنعقد بمشاركة خبراء دوليين من المملكة المتحدة وسنغافورة وفنلندا وعديد الشخصيات الدولية، إلى مناقشة دور التعليم في الجهود التنموية ودفع عجلة التغيير الاجتماعي، وتشريك الجهات الدولية والمحلية الفاعلة في مجال التنمية الاجتماعية والتعليم والسلم، في حوار يرمي أساسا إلى استكشاف طرق مبتكرة في التعليم والتدريس وتحديد أولويات التعليم العالي وريادة الأعمال في مجال التعليم من أجل إيجاد حلول لتوظيف الشباب.

وأفاد إلياس فلفول رئيس قسم الادارة لمؤتمر القمة العالمي للابتكار في التعليم، خلال الجلسة الافتتاحية لهذا المنتدى الذي يعد أولى فعاليات « وايز » في تونس، أن هذا اللقاء يشكل فرصة للتأكيد على أن التعليم قادر على أن يكون جزءا من الحلول لعديد المشاكل التي تواجهها الدول اليوم، وجمع مختلف الأطراف المتدخلة في هذا المجال من أصحاب القرار والفاعلين السياسيين على طاولة الحوار من أجل بلورة هذه الحلول.

ونبه، في ذات السياق، إلى ضرورة تطوير طرق التعاطي مع ملف التعليم والتربية وفق مقاربة شاملة تنسحب على التربية والتعليم على حد السواء بما في ذلك اعداد المتعلم لسوق الشغل وتطوير حس المواطنة لديه وايجاد المواءمة بين مخرجات المنظومة التعليمية وحاجيات سوق الشغل، مع ضمان احترام خصوصيات البلدان وكذلك تطوير المناهج التعليمية، داعيا إلى الاستئناس بالتجربتين السنغافورية والفنلندية ضمن أشغال المنتدى، اللتين تقيمان الدليل على أهمية التعليم في النهوض بالمجتمعات وتحقيق تقدمها وتطورها، وفق تأكيده.

وأضاف أن « وايز » ومؤسسة قطر فكرتا في جمع الحائزين على « جائزة وايز للابتكار في التعليم » و »جائزة نوبل للسلام » في هذا التظاهرة، مؤكدا على ضرورة استثمار تونس لجائزة نوبل للسلام عبر التسويق لها واستغلالها بطريقة ذكية من أجل استجلاب الاستثمارات وعقد مؤتمرات دولية بحجم ضخم، خاصة إثر التقدير الدولي الذي حظيت به تونس بعد نيلها هذه الجائزة.

ومن جانبه ، بين مدير عام المعهد العالي للدراسات التجارية بقرطاج سليم خلبوص، ان العلاقة بين السلم والتعليم وطيدة جدا وفسر ان مفاهيم السلم تنطوي على السلم الداخلي لكل شخص وتضمن التعايش « وهو دور العائلة والمدرسة والمؤسسة التربوية »، على حد قوله، معتبرا، في هذا الصدد، أن المدرسة لم تلعب دورها منذ سنوات، حيث تم التركيز على التحصيل العلمي البحت وإغفال التربية ولا سيما التربية على المواطنة.

وأبرز، في هذا الإطار، أهمية الانفتاح على التجارب الدولية في هذا المجال واستثمارها في السياق التونسي وتطوير الدروس المستخلصة منها في الثقافة التونسية.

وقدمت كل من الدكتورة سكينة يعقوبي الفائزة بجائزة « وايز » للتعليم لسنة 2015 ، ووداد بوشماوي، ممثلة الرباعي الراعي للحوار التونسي الحائز على جائزة نوبل للسلام لسنة 2015 لمحة عن خبراتهما والاستراتجيات المتبعة في بلديهما في مجال النهوض بالتعليم.