مخاطر التطرف العنيف والاستقطاب والتجنيد لفائدة الجماعات المتشددة التي تترصد الشباب وتدفعهم الى الانزلاق في متاهات العنف وإنكار الآخر والتشدد، تلك هي الفكرة الرئيسية التي تناولها الفيلم الوثائقي « نحو السراب » الذي عرض أمس الجمعة بقاعة « عمار خليفة  » بمدينة الثقافة.
هذا الفيلم الذي يستغرق 30 دقيقة، هو ثمرة عمل تنسيقي ومتكامل بين وزارة العلاقة مع الهيئات الدستورية والمجتمع المدني وحقوق الإنسان والمجتمع المدني حيث قامت جمعية « بادر » للمواطنة والتنمية العادلة بأبحاث ميدانية حول واقع الشباب الذين تعرضوا لمحاولات تجنيد من قبل الجماعات المتطرفة وكذلك الذين انخرطوا في مسالك التطرف الفكري.
ويقوم المسار الدارمي الوثائقي لهذا العمل على شهادات حقيقية لخمس شخصيات ذات مصائر متقاطعة منها مسار « مراد » الشاب الذي وقع في شراك الجماعات المتطرفة ليعيش فيما بعد انكسارات وتداعيات وخيمة دمرت حياته وجعلته يواجه مستقبلا قاتما.
وفي سياق الرسالة التوعوية التي يحملها هذا الفيلم بين مهدي بن غربية وزير العلاقة مع الهيئات الدستورية والمجتمع المدني وحقوق الإنسان في تصريح لوكالة تونس إفريقيا للأنباء أن « تحديات المرحلة الراهنة تستوجب مزيد فهم الظواهر والدوافع العميقة المؤدية لتورط عدد من الشباب في التطرف والعنف فضلا عن ضرورة توفير خطاب بديل لفئة الشباب لتجنيبهم قدر الإمكان من عواقب الانزلاقات العنيفة » مشيرا أن مقاومة هذه الظاهرة تتطلب تضافر جهود الدولة بمختلف أجهزتها وكذلك تشريك وتوعية المحيط العائلي والمجتمعي للتوقي من ظاهرة التطرف عبر الكشف عن بداية ظهور ملامحها لدى الشباب المستهدف ».
ويندرج هذا العمل في إطار سعي وزارة العلاقات مع الهيئات الدستورية والمجتمع المدني وحقوق الإنسان للوقاية من التطرف العنيف بالاشتراك مع جمعية « بادر » للمواطنة والتنمية العادلة وبالاستعانة بمجموعة من الخبراء متعددي الاختصاصات، وقد جمعت هذه البادرة بين الهياكل الرسمية والمجتمع المدني والقطاع الخاص مع مشاركة قوية ولافتة للشباب.
وتجدر الإشارة الى انه سيم بث الفيلم الوثائقي « نحو االسراب » مساء يوم الاحد 13 ماي بقنوات « نسمة » وحنبعل » و »الحوار التونسي » ومساء يوم الإثنين 14 ماي بالقناة الوطنية الاولى وقناة التاسعة.