نظم مركز الدراسات الاستراتجية والدبلوماسية ندوة فكرية أمس الاربعاء نشطها المفكر والباحث في المجال السياسي « فرانسوا بورقات » حول كتابه « فهم الاسلام السياسي » في ضوء تجارب الربيع العربي والتراث الديني المتعلق بالهوية في مواجهة العالم الغربي.
ويطرح الكتاب حسب ما ورد في عرض المؤلف إشكالية قديمة لكنها محينة في ضوء التغييرات والاحداث الجسيمة التي يشهدها العالم العربي منذ اندلاع الثورة التونسية سنة 2011 وصولا الى الحرب الاهلية في سوريا، تسعى الى الوقوف على السباب التي تمكن من تعبئة الجماهير في المعركة السياسية على أساس العقيدة الدينية وتمكن الاسلاميين من تشكيل قوة سياسية في تنافس وتصادم مع التيارات الفكرية الاخرى.
ويتساءل الكاتب أيضا حول ديمومة قدرة الاسلام السياسي على تعبئة الجماهير في المعارك السياسية بهدف حماية الهوية ومواجهة هيمنة القوى الاستعمارية القديمة والقوى الكبرى الجديدة، على العلاقات الدولية ويدعو الى فهم « الراديكالية » و »العنف » كإحدى نتائج خلل في العلاقة الاجتماعية بالاخر ويجب معالجته لتفادي ما حدث خلال عقود من قمع سياسي وتهميش وانقسامات داخلية وعالمية.
وتركز النقاش على فكرة أن الاسلاميين في رجوع حضاري أم أنه سيكون الفشل والتراجع من الصف الامامي للسلطة والحكم والاندثار التاريخي وهل أن تجارب مثل مصر وسوريا ستفتح الى نهاية الاسلام السياسي أم أن التجربة التونسية تحمل تجربة مغايرة تمكن الاسلام السياسي من أن يدير شؤون الدولة.
وفي رده على هذا السؤال قال المفكر الفرنسي فرانسوا بورغات في تصريح ل(وات) أن هناك مخرجين للربيع العربي في علاقة بالاسلام السياسي أولهما « المنهاج التونسي  » وثانيهما « منهاج الموصل » (العراق) الذي يعني الوصول الى أقصى حدود التطرف والمواجهة على أساس مفاهيم راديكالية جدا أما « المنهاج التونسي » فهو منبني على التوافق والتنازلات المتبادلة وهي تجربة تفرض نفسها كمرجع خاصة إذا ما تمكن المجتمع من إقامة مؤسسات ناجحة على أساس التفاهم.
ووصف فرانسوا بورغات التجربة المصرية التي انتت بالاطاحة بحكم الاسلاميين بالقوة بأنها قديمة وغير ملائمة تاريخيا وتعود بنا الى الوراء بدلا من التقدم.
وتأسس مركز الدراسات الاستراتيجية والدبلوماسية في جانفي 2014 ويديره وزير الخارجية السابق (عن حزب النهضة) رفيق عبد السلام.