البث الحي

الاخبار : أخبار وطنية

dinia

ندوة وطنية حول تعزيز ثقافة التسامح من أجل السلام

أجمع ممثلو الديانات السّماوية في تونس وغيرهم من المشاركين في الندوة الوطنيّة حول « تعزيز ثقافة التسامح من أجل السلام »، على أنّ تونس بمثابة منصّة للسلام، وأن احتفالها باليوم العالمي للتسامح يهدف إلى تكريس مبادئ التعايش السلمي المشتركة بين أبناء الوطن الواحد.
كما أكّدوا في كلمات ألقوها خلال هذه الندوة الوطنيّة التي نظّمتها وزارة الشؤون الدينية اليوم الثلاثاء بالعاصمة، على الدور الثقافي والتربوي في تعزيز قيمة التسامح والانفتاح على الآخر.
وفي هذا الجانب، أفاد وزير الشؤون الدينية ابراهيم الشائبي بأنّ الغاية من هذه الندوة هو تحقيق مزيد من التقارب بين أبناء الوطن الواحد وتجاوز الحواجز الدينية التي تفصلهم، مبيّنا أنّ شباب اليوم تستقطبه موجات الإلحاد وإنكار الاله وهم في حاجة الى الشحنات السماويّة المفعمة بروح التسامح.
وبعد أن استشهد ببعض الآيات القرآنية التي تحثّ على البرّ والإحسان والتسامح ونبذ التقاتل والعنف، دعا الوزير رجال الدين والفقهاء والوعاظ من الديانات الثلاث، الى ان يكونوا دعاة سلام وان يقفوا وقفة واحدة من أجل الإنسانية ومن أجل هذا الوطن الذي لم يشهد فتنة طائفيّة، مؤكّدا أنّ تأجيج النعرات واستحضار المقدس للزج به في المعارك الدنيوية يتعارض مع قيم التسامح والسلام.
بدورها، اعتبرت وزيرة الشؤون الثقافية حياة قطاط القرمازي، انّ احتفال تونس باليوم العالمي للتسامح اليوم، يعكس الوعي العميق أنّه لا مناص من السلم والتعايش المشترك واحترام تعدّد الأديان، مؤكّدة انّ التسامح هو القيمة التي يحتاجها العالم درءا لكلّ اشكال التعصّب وما ينتجه من كراهية ولكلّ ما من شأنه تهديد السلم الإجتماعي ويدفع إلى العنف.
وأكدت أن التحاور بين الأديان يجعل من التسامح ضرورة سياسيّة واجتماعية وإقتصاديّة لإقامة السلم ونشره، مشيرة إلى أنّ وزارة الثقافة وفي إطار استراتيجية عملها وبالتعاون مع مختلف الوزارات، تسعى إلى ترسيخ قيم الفنّ والجمال والثقافة والإيجابيّة والتواصل البنّاء والذي يؤدّي حتما إلى تبنّي قيمة التسامح.
أمّا مفتي الجمهوريّة عثمان بطيّخ، فقد أشار إلى أنّ التسامح كقيمة يعني التساهل في التعامل مع الغير عبر تجاوز الأحقاد والظلم والكراهية، مؤكدا أن تونس عرفت بتسامحها حتى قبل الإسلام أي مع سكّانها الأصليين، ليؤكّد أنّ التونسيين متشبّعون بفكرة التسامح التي ترتكز عليها ايضا القوانين والمبادئ الدولية، وهو ما يستوجب مواصلة العمل في هذا الاتجاه عبر اللقاءات والندوات التي تمكّن من ترسيخ مثل هذه القيم.
من جانبه، قال جواد علامات ممثّل كاتدرائيّة تونس للمسيحيين الكاثوليك، إنّ الكنيسة تعمل على نشر ثقافة السلام عبر نشر خطاب ديني منفتح في مكان العبادة ومشاركة المسلمين مناسباتهم ووضع مكتبة الكنيسة على ذمّة الباحثين والمفكّرين، إضافة إلى ما تقدّمه المدرسة الكاثوليكية في تونس إلى الناشئة بهدف بناء مجتمع متسامح ومتضامن.
وقال إنّ الكنيسة لا تعمل لوحدها في هذا المجال، وإنما بالتعاون مع مكوّنات المجتمع المدني في كنف التعاضد والتسامح وحفظ كرامة الإنسان.
أما موسى وزّان مساعد كبير الأحبار في تونس، فقد أبرز أهمية مثل هذه اللقاءات التي تجمع ممثلي مختلف الأديان في تونس، مؤكدا انّ الدين والعقيدة مسألة شخصيّة وأنّ اختلاف الأديان في تونس لا يشكّل عائقا امام تعايش التونسيين مع بعضهم البعض .
بدورها، نوّهت ليلى بن ساسي مديرة المرصد الوطني للتربية في كلمتها التي ألقتها نيابة عن وزير التربية، بالارتباط الوثيق بين أهداف الندوة والغايات التربوية لا سيما على المستوى القيمي المتمثل في الايمان بوحدة المصير الانساني في مختلف ابعاده وبين تكوين الشخصية الفاعلة والمنفتحة على قيم التسامح والانفتاح وقبول الاخر.
وأكّدت أنّ التحولات القيمية التي يشهدها العصر الراهن، أدت الى اهتزاز الثقة بين الافراد والجماعات وتراجع فرص السلام مثلما تعبر عن ذلك مظاهر العنف ونبذ الاخر والكراهية، بما يحتم على الجميع تكاتف الجهود لمكافحة الفكر المتعصّب الذي ما ينفكّ يمزّق المجتمعات والعمل على تعزيز ثقافة التعايش.
وقالت إنّه من بين الأدوار الرئيسية للمدرسة اليوم، تنمية قيم المواطنة لدى التلميذ، بما يمكن من اعداده للحياة الاجتماعية، مؤكّدة أنّ الدور التربوي للمدرسة لا يقل عن دورها التعلمي بدعمها لانفتاح الناشئة على مختلف الأديان والحضارات.
وتمّ خلال الندوة التأكيد من قبل ممثلي المنظمات على أنّ الاحتفال باليوم العالمي للتسامح هو مناسبة سنويّة لحث الشعوب على تكريس هذه القيمة التي تتجاوز كل الأطر التقليدية وتخاطب الفرد مباشرة، معربين عن استعدادهم للتعامل مع مختلف المؤسسات والمساهمة في كلّ المبادرات الهادفة إلى إقرار هذه القيم .

بقية الأخبار

برامج وخدمات

tmp111

tmp222

meteo-

maritime

تابعونا على الفايسبوك

spotify-podcast-widget1

مدونة-سلوك

الميثاق

الميثاق-التحريري