دعا كاهية مدير الوقاية والتخطيط والتكوين بإدارة كبار السن بوزارة المراة، خالد مطوسي، الى إحداث شبكة وطنية للجمعيات العاملة في مجال كبار السن تمكن من إرساء شراكات محلية للأمان الاجتماعي تساعدة الفقراء من كبار السن في الوسط الحضري والريفي وتقوم بابرام اتفاقيات مع مؤسسات التمويل الوطنية لتمكين هذه الفئة من الحصول على قروض مالية.
كما دعا المطوسي، خلال ندوة حول « كبار السن و التنمية المستدامة »، انتظمت الثلاثاء بتونس، الى ضرورة العمل على الاستجابة لزيادة طلبات هذه الفئة على خدمات الرعاية الصحية والاجتماعية والترفيهية مع ضمان جودتها واستدامتها وإحداث فرق متنقلة متخصصة في الغرض فضلا عن توظيف التكنولوجيا الرقمية في تطوير خدمات رعاية المسنين بالبيت.
واعتبر المشاركون في الندوة، التي نظمتها وزارة المراة بمركز البحوث والدراسات و الاعلام حول المرأة « الكريديف » بمناسبة اليوم العالمي لكبار السن، انه من الضروري الاستفادة من خبرات كبار السن وكفاءاتهم في دفع التنمية المستدامة خاصة مع تزايد عدد كبار السن، الذين كانت نسبتهم في حدود 11,7 بالمائة سنة 2014، ومن المنتظر أن تبلغ 20,9 بالمائة سنة 2034، حسب المعد الوطني للاحصاء، مشددين الى ضرورة التخطيط للاستفادة قدر الإمكان من هذا التهرم السكاني والعمل على تجنب تداعياته السلبية.
ودعا مدير التخطيط والاستشراف بوزارة الشؤون الاجتماعية، مصطفى العلوي، الى الإسراع بالمصادقة على مجلة كبار السن الأولى من نوعها على المستوى العالمي لتمتيع كبار السن بعدد هام من الحقوق فضلا عن العمل على تفعيل سجل كفاءات كبار السن الذي تم إنشاؤه قبل سنة 2010 ولم يقع استغلاله كما يجب.
واقترح العلوي بعث مجالس بلدية خاصة بكبار السن أو على الأقل تشريكهم فيها مثل ما هو معمول به في البلدان المتطورة، قائلا « ان كبار السن يمثلون ذاكرة المدن ولديهم خبرة واسعة بالمناخ والتربة ومجاري الأودية السابقة ولا بد من الاستفادة من خبراتهم قبل تشييد البنايات ».
كما طالب بتحويل دور الشباب إلى دور للنشاط الثقافي والترفيهي لتحتضن مختلف الشرائح العمرية وبذلك تعم الفائدة ويحصل التقارب بين الأجيال والتكامل فيما بينهم مضيفا بالقول « لا بد من إنشاء مشاريع حياة كاملة لكبار السن والتخطيط لشيخوخة نشيطة. »
ومن جهته دعا الخبير في مجال الاقتصاد الاجتماعي والتضامني بلعيد أولاد عبد الله الجمعيات والمجامع التنموية والشركات التعاونية والتعاونيات الناشطة في مجال الاقتصاد التضامني الاجتماعي إلى استغلال كفاءات وقدرات ومؤهلات وخبرات وثقافة كبار السن في تأطير الشباب في مختلف الانشطة مقابل مبلغ مالي رمزي او مساعدات اجتماعية.
ومن جهتها دعت مديرة كبار السن بوزارة المرأة والأسرة والطفولة وكبار السن، ايمان بالشيخ، الى حتمية النظر الى التنمية المستدامة من عدسة التهرم السكاني الذي تشهده البلاد في الفترة الحالية والى اعتبار التقدم في السن فرصة وتحد في أن واحد ، قائلة: » أصبحت الحاجة ملحة أكثر من ذي قبل إلى طريق جديد للتنمية لا يتخلف فيه أحد عن الركب ».