من 26 إلى 28 ديسمبر 2017 تحتضن ولاية المهدية الملتقى الوطني للسينما والصورة والذي يشهد مشاركة براعم مدرسية ستتنافس في ما بينها من خلال 52 عملا، بين صور وأعمال سينمائية،بمعدل تلميذين عن كل إعدادية أو معهد ثانوي من كامل ولايات الجمهورية، جاءت المشاركات مختلفة ومتعددة من حيث الرؤى والإنطباعات وبالتالي تنوعت المفاهيم والسبل التي يراها الأطفال « السلاح الأمثل لمكافحة الإرهاب والتطرف »، وفق ما جاء على لسان إيهاب وهو تلميذ أصيل حومة السوق بجربة.

فقد اختزل طفل الرابعة عشر ربيعا ذلك السلاح في صورة رجل مسن يحمل بين تجاعيده قصصا وحكايات نضال طبعتها السنون على جبينه مع نظرة عينيه الغائرتين والتي تختزل حبا دفينا للحياة وتشبثا بالأرض.
اختار إيهاب ذلك الرجل ليحكي قصة « شعب لا يخشى الفقر ولا يبخل بدمه وحياته في سبيل أن يحيا وطنه في عزة وشموخ ولا يتوانى عن درء الخطر عن أرضه وعرضه »، وفق تعبيره.
من جهته يقول الهادي طرشون، المندوب الجهوي للتربية بالمهدية، إن الإبداعات كانت في غاية التنوع، بل إنها بلغت من النضج ما يكشف عن مخزون هام من الوعي والمكامن الثقافية لدى الشباب المدرسي والثانوي في ربوع تونس ».
ولاحظ أن الأفلام المشاركة في مسابقة أفضل عمل سينمائي في هذا الملتقى، لا تتجاوز مدة كل فيلم 15 دقيقة وهي أعمال كانت فازت في الملتقيات الجهوية التي دارت على مدار السنة الدراسية المنقضية.
وأفاد المسؤول ذاته بأن جوائز هامة ستسند للأعمال الفائزة، بما من شأنه أن يشجع التلاميذ على « مزيد الإبداع وتحسين إدراكهم للواقع ومشاركتهم في تغييره نحو الأفضل، مع إبعادهم عن المسارات التي يمكن أن تفسد مستقبلهم وتحصيلهم العلمي فضلا عن الحرص على تحصينهم من التيارات الهدامة ».
يذكر أن المدرسة الإعدادية بمجاز الباب من ولاية باجة، كانت حازت على جائزة « الديدون الذهبي » عن شريط روائي يحمل عنوان « يوميات تلميذ » وذلك في مسابقة الملتقى الوطني للصورة والسينما بالوسط المدرسي، التي احتضنها فعالياتها المركز الثقافي المدرسي محمود المسعدي بالعاصمة خلال الموسم الدراسي الماضي.
وقد آلت جائزة « الديدون الذهبي » المتعلّقة بالأفلام الوثائقية في المسابقة ذاتها إلى المندوبية الجهوية للتربية بقابس عن فيلم « أيقونة من مدينتي »