أسدل الستار مساء امس الثلاثاء على فعاليات الدورة الثانية لمهرجان ابن رشيق الدولي لمسرح الأطفال (21 – 28 ديسمبر 2021)، بحضور وزيرة الشؤون الثقافية حياة قطاط القرمازي.

وتولّت الوزيرة تكريم الدكتور زهير بن تردايت والفنانيْن جمال ساسي وصلاح الدين مصدق.
وتابع الحاضرون اليوم الختامي للدورة الثانية من مهرجان ابن رشيق الدولي للمسرح الأطفال، عرضا لمسرحية « هيا نعبر جسرا »، إخراج زهير بن تردايت، وهي نتاج جهد فريق من المربين المختصين والفنانين والأخصائيين النفسيين والاجتماعيين، عملوا على إدماج مجموعة من الأطفال من ذوي الاحتياجات الخصوصية وإبراز مواهبهم وتجاوز إعاقاتهم. ويجمع نص المسرحية أفكارهم ويستثمر مواهبهم وطاقاتهم.
وهذا العمل هو مدعوم من برنامج « بصمات » لمسرح الأوبرا ودار الثقافة فريد غازي بجربة ومركز الفنون الدرامية والركحية بجربة والمجمع التروي الأجيال الجديدة والجمعية العامة للقاصرين عن الحركة العضوية بحومة السوق جربة.
ومكنت تجربة مختبر إرادة للادماج من فهم أطفال من ذوي الاحتياجات الخصوصية واستقراء أفكارهم وطموحاتهم وهواجسهم، فرسم الأطفال على الركح ورقصوا وتحركوا بكل حرية ودون قيود ليعبروا الجسر بأحلامهم ومواهبهم.
وكانت هذه التجربة الفريدة هي الأولى من نوعها في تونس وفي العالم العربي التي يعتلي فيها أطفال من ذوي الاحتياجات الخصوصية الركح، لينحتوا مسيرتهم في تجربة مميزة وثرية تسرد جانبا من التجارب الحياتية التي يعيشها الإنسان في رحلة البحث عن الذات وتحقيق طموحاته وأحلامه.
ومكّنت هذه التجربة أيضا هؤلاء الأطفال من ذوي الإعاقة العضوية والذهنية من تنمية قدراتهم وتجاوز إعاقاتهم، فاكتسبوا ثقة في الذّات وإظهروا قدرات باطنيّة وأحاسيس كانت مكبوتة، وذلك عبر مجموعة من الأساليب الركحية كتقنيات الارتجال والتعبير الدراميّ الحرّ، ليلامسوا مختلف أنواع الدراما، موظّفين الموسيقى والملابس وتقنيات الإنارة كمرحلة ثانية نحو إخراج عمل مسرحيّ نابع من ذواتهم.
وتتمثّل العبرة التي يمكن استخلاصها من مسرحية « هيا نعبر جسرا » في إدماج أطفال حاملين لإعاقة وأطفال غير حاملين للإعاقة، ودفع ملكة التعبير لديهم ونشر ثقافة الإبداع وتغيير الطرق التربوية القائمة على الباث والمتقبل إلى علاقة تشاركية أساسها التفاعل والتبادل ولعب الأدوار.