البث الحي

الاخبار : ثقافة

food_tunisie

« مريقة البحار » محور تظاهرة تنشيطية بالهوارية لاحياء تراث الاكلات الساحلية

بعد رحلة يوم كامل يعود البحار إلى اليابسة ومعه في أحيان صيد وفير وفي أحيان أخرى كميات صغيرة تكاد تغطي مصاريف رحلته واتعابه، يعود إلى بيته وإلى عائلته لياخذ قسطا من الراحة قبل رحلة جديدة، فتجتمع العائلة حول وجبة رئيسية تعرف في المناطق الساحلية باسم « مريقة البحار ».
« مريقة البحار » اختارتها « جمعية نكهة بلادي » لتكون محورا لسلسلة من التظاهرات التنشيطية والمسابقات الجهوية الهادفة إلى إحياء تراث الاكلات التقليدية، تظاهرة انطلقت اليوم من « الشاطئ الشرقي » بفضاء اللواء الازرق بالهوارية من ولاية نابل، لتمتد على كامل فصل الصيف، وتزور في الايام القادمة جرجيس وجربة وصفاقس وبنزرت وتتعرف على خصوصيات « مريقة البحار » في كل منطقة.
غالبا ما تكون الاسماك التي تعرف ب »المرقة » صغيرة الحجم وهي العنصر الاساس في إعداد مريقة البحار، وهذه الاكلة يتناولها أثناء رحلة الصيد أو عند الرجوع منها، وغالبا ما تعدها ربة البية باستعمال أسماك اخرى غير باهضة الثمن على غرار الشلبة أو سمكة « البوكشاش »، أو حتى « سمكة البلم »، مرقة تكون إما سائلة فتشرب بالملعقة مع شيئ من الخبز، أو قليلة السيولة فتستهلك كغيرها من أنواع « المرقة »، وتستعمل أحيانا لسقي بعض بقايا الخبز بعد تجميعه في قطع صغيرة.
« مريقة البحار » أكلة قديمة ما تزال تحافظ إلى اليوم على بريقها، وهي أكلة أصيلة تختزل علاقة البحار ببحره، فهي ببساطتها لا تغيب عن أي منزل، وهي بلذتها كنز من الاحاسيس التي تلتقي فيها البهارات بصبر البحار على شباكه وعلى بحره وبصبر العائلة على غياب عائلها.
لطيفة خيري رئيسة جمعية « نكهة بلادي » التي بادرت بهذه التظاهرة التنشيطية أكدت لـ(وات) أن التظاهرة مناسبة للاقتراب من ربات البيوت اللاتي تحافظن على أسرار عقود من الخبرة في تحويل أبسط المكونات إلى وجبات لذيذة تعطي للاكلة خصوصية الجهة، فاذا « مريقة البحار » قصة حب ما تزال صامدة أمام البحر والازمان.
وتضيف خيري: « نسعى في جمعية نكهة بلادي إلى توثيق تاريخ الاكلات التونسية ونعمل على تجميعها في كتاب يصون الموروث الثقافي، ويبرز ثراء المطبخ التونسي وتنوع الاكلات التونسية التي قد تكون عنصر تواصل في المنطقة الواحدة وحتى في حوض المتوسط »، وتعمل الجمعية منذ خمس سنوات على صيانة الموروث الثقافي للاكلات، حيث أنجزت المهرجان العالمي للخبز والمهرجان العالمي للكسكسي.
واستدعت الجمعية لهذه التظاهرة عددا من الطباخين المحترفين لتذوق أصناف من الاكلات التقليدية، ولتقييم المشاركين في مسابقة « مريقة البحار »، بهدف التشجيع على صيانة هذه الاكلات، وعلى إدراج الوصفات التقليدية في المطاعم الفاخرة، او اعتمادها لانجاز أطباق جديدة تجمع بين التقليدي والحديث.
تظاهرة « مريقة البحار » كانت مناسبة كذلك للتعريف بكسكسي الدرع والذي يعد من أبرز خاصيات مدينة الهوارية ومنطقة الدخلة بولاية نابل.
وإعداد كسكسي الدرع يبدا بتجميع حبات الدرع وتجفيفها، ثم تتولى ربة البيت في الهوارية رحي الحبات قبل تصفيتها باستعمال الغربال ثم يتم تحويلها الى كسكسي وهي عملية « الكسكة ».
ويتم من جهة اخرى تجميع الحبات الخشنة من كسكسي الدرع لاعداد « البركوكش » الذي يتناول إما باضافة الحليب أو اللبن أو الرايب، و يتم تناوله في فطور الصباح أو في السحور في شهر رمضان.
« مريقة البحار » كانت مناسبة تنشيطية متميزة بتميز منطقة الهوارية التي باحت اليوم بسر جديد من أسرارها الكثيرة، فمدينة « اكيليرا » مدينة النسور اليوم تروي قصة الاكلات التقليدية وهي في الان ذاته تحتفل بطائر الساف في الدورة 50 لمهرجان الساف.

بقية الأخبار

برامج وخدمات

tmp111

tmp222

meteo-

maritime

تابعونا على الفايسبوك

spotify-podcast-widget1

مدونة-سلوك

الميثاق

الميثاق-التحريري