البث الحي

الاخبار : ثقافة

book_news2018

رواية الحوماني سندور… سرد جمالي استلهم عبير الأحياء الشعبية

اعتبر الدكتور المؤرخ، عبد الحميد الفهري، خلال لقاء فكري انتظم، مساء اليوم الجمعة، بقاعة المؤتمرات البلدية بصفاقس، حول روايته « الحوماني سندور »، أن « الهاوي يبدع ما لا يبدعه الحرفي.. وكثيرا ما تنتصر الهواية والمتعة على الحرفة في وقعها الإبداعي على المتلقي »، وفق تقديره.
وأوضح، الفهري أن الرواية، رغم أنها لا ترتقي إلى مستوى الكتابة العلمية للتاريخ، غير انها بوصفها إنتاجا جماليا للوقائع، يمكن أن تكون أكثر إبداعا في نقل الأحداث التي تزخر بها الأحياء الشعبية، أو ما يعرف ب »الحومة العربي » بمدينة صفاقس وجزيرة قرقنة … وغيرها من مناطق الجمهورية، باعتبار أن الراوي يكون متحررا من القيود المعرفية والأكاديمية الصارمة في نقله للأحداث والوقائع، مشيرا إلى أن « الفيلسوف هو المؤهل الوحيد لكتابة الرواية التاريخية وتأويل التاريخ تأويلا سوسيو- انتروبولوجيا »، على حد تعبيره.
وتختزل رواية « الحوماني سندور » للمؤرخ عبد الحميد الفهري، التي استلهم أحداثها من رحم الأحياء الشعبية في صفاقس، مثل « مركز تفاحة » و »زنقة الشيشمة » و »مولان فيل » و »أريانة »… معاناة الطالب الذي يتخرج من الجامعة ويقضي سنوات من عمره وهو يملك شهادة علمية مقابل بقائه رهن المعاناة من الفقر، ليقدم طيفا من الوقائع الطريفة التي عاشها أجيال داخل هذه الأحياء الشعبية التي شهدت تجاور أبناء صفاقس وجزيرة قرقنة واليهود والمالطيين، ومعايشة الجميع لمظاهر الفقر والخصاصة والحرمان، وما ولدته تلك الظروف الاجتماعية القاسية من معاني الفتوة أو ما يعرف ب »الباندية »، فضلا عن معاني التآزر والتضامن فيما بينهم..
وقد أعرب عدد من الوجوه الثقافية بجهة صفاقس، في تدخلاهم خلال هذا اللقاء، عن تثمينهم لرواية « الحوماني سندور » للمؤرخ، عبد الحميد الفهري، إذ اعتبروا أنها تمثل « تثويرا للوظائف الحقيقية للعلوم الإنسانية، وتأويلا إبداعيا للتاريخ، وتخييلا لوقائعه، عبر الرواية »، وذلك بفضل ما يمتلكه الراوي من ثراء لغوي وفيض وجداني وحبكة قصصيية درامية، مما يجعل نص الرواية، حسب رأيهم، جديرا بأن يكون منطلقا لكتابة سيناريو شريط سينمائي.
يذكر أن رواية « الحوماني سندور »، التي فازت مؤخرا بجائزة « نجيب عبد المولى » للإبداع في الرواية، التي تنظمها سنويا بلدية صفاقس، قد تمت ترجمتها إلى اللغة المالطية في انتظار ترجمتها لاحقا إلى اللغة الفرنسية.
كما يشار إلى أن صاحب الرواية المؤرخ، عبد الحميد الفهري، هو أصيل جهة صفاقس، وتحديدا جزيرة قرقنة، وهو أستاذ جامعي بجامعة صفاقس مختص في التاريخ الوسيط. وقد اعرب خلال هذا اللقاء عن اعتزازه بهذا التكريم الذي قال إنه يكتسي، بالنسبة إليه، « طعما خاصا، وذلك لانتصار الهواية على الحرفة » على حد قوله.

بقية الأخبار

برامج وخدمات

tmp111

tmp222

meteo-

maritime

تابعونا على الفايسبوك

spotify-podcast-widget1

مدونة-سلوك

الميثاق

الميثاق-التحريري