أوصت خلية الأزمة بوزارة الصحة بضرورة امتثال المسافرين العائدين من مناطق موبوءة بفيروس « كورونا » المستجدّ، لاجراء العزل الصحي الذاتي وملىء الاستمارة التي يتم توزيعها عليهم على متن الطائرة أو الباخرة بكل دقة، منبهة الى أن كل من يرفض هذه الاجراءات سيتم اجباره على الامتثال لذلك عن طريق وكيل الجمهورية.
وشدد مدير عام الرعاية الصحية الأساسية الدكتور شكري حمودة خلال لقاء إعلامي حول الشراكة مع الإعلاميين في مجال إدارة الأزمات الصحية، انتظم اليوم الاربعاء بمقرّ وزارة الصحة، على أن الالتزام بالعزل الصحي الذاتي بشكل عام من شأنه تجنيب المحيط العائلي وشبكة علاقات المشتبه في إصابته، العدوى بالفيروس في حال كان حاملا له.
وأفاد أنه قد تم إحداث أقسام للعزل الصحي بكافة المستشفيات الجامعية في حين خصصت غرف للعزل الصحي بالمستشفيات الجهوية، موضحا انه لن يتم تخصيص مستشفى بأكمله للعزل الصحي إلا في حالة استشراء الوباء، وهو أمر مستبعد حاليا، وفق تقديره، على اعتبار أن تونس ليست منطقة موبوءة، بل سجلت حالات مشتبه في اصابتها واصابة وحيدة مستوردة من بلدان انتشر فيها الفيروس.
وأوضح أنه لا ينقل إلى المستشفى، للخضوع الى العزل الصحي إلا من كانت مؤشرات الكشف عن وضعه من قبل فريق الاسعاف الطبي الاستعجالي تحيل إلى إمكانية تعكر صحته من خلال وجود صعوبات في التنفس مع سعال وارتفاع مستمر لدرجة الحرارة، مبينا أن حالة اليقظة يجب أن تتواصل إلى غاية شهر أفريل المقبل أي مع انتهاء موسم نزلة البرد.
وأشار حمودة الى أن عضو لجنة مجابهة الكوارث بقفصة الذي عاد المصاب بالفيروس دون أخذ الاحتياطات الضرورية ونزّل فيديو يوثق ذلك، تم وضعه في العزل الصحي الذاتي.
كما شمل العزل الصحي الذاتي مجموعة متكونة من حوالي 30 طفلا عادوا من رحلة الى ايطاليا خلال العطلة، وفق ما صرحت به المسؤولة بالمرصد الوطني للأمراض الجديدة والمستجدة، ليلى بوعبيد مذكرة بأنّه تم منذ الخميس الماضي تحويل الطائرات القادمة من ايطاليا إلى المحطة الجوية 2 لمطار تونس قرطاج الدولي لافراد القادمين على هذا الخط بعناية خاصة ومزيد من الدقة في التعامل والمتابعة.
وتجدر الاشارة إلى أن منظمة الصحة العالمية صنفت فقط 4 دول موبوءة وهي الصين وكوريا الجنوبية وايران وايطاليا وأكّدت ثبوت 91269 إصابة عبر العالم، بفيروس « كورونا » المستجد،
وأكد وزير الصحة عبد اللطيف المكي، خلال هذا اللقاء، أن كل الحالات المشتبه في اصابتها والتي تم وضعها في العزل الصحي الذاتي هي مستوردة، معتبرا أن المنظومة الصحية بمختلف مكوناتها وعلى الرغم من الاشكاليات التي تعيشها مازالت تتميز بخبراتها العلمية والدليل على ذلك أن منظمة الصحة العالمية لم تورد حتى الآن أي ملاحظة سلبية بشأن الاستراتيجية الوطنية للتصدي لفيروس « كورونا » الجديد والتي تستند بنسبة 99 بالمائة منها إلى معطيات علمية.
وشدد على ضرورة تكاثف الجهود بين الهياكل الصحية والاعلام لانجاح الجهود التوعوية والتحسيسية للحد من انتشار العدوى، لافتا إلى أن الشراكة مع الإعلام ستتدعم بفكرة إحداث تلفزيون صحي يخوض في كل الملفات المتعلقة بالجانب الصحي والبيئة والأغذية والسكن …
ومن جانبه أبرز نقيب الصحفيين التونسيين ناجي البغوري ضرورة الالتزام بالمهنية والصدقية وعدم أخبار غير مثبتة في زمن تفشت فيه المغالطات نظرا لحساسية الموضوع المتعلق بالأمن الصحي للمواطنين.