جزيرة جربة: مستجدات علاج الأمراض النفسية أبرز محاور المؤتمر ال41 للطب النفسي الفرنكو مغاربي

اختتمت، أمس الجمعة بجزيرة جربة، أشغال المؤتمر ال41 للطب النفسي الفرنكو مغاربي والمؤتمر الوطني الثاني للطب النفسي، الذي نظمته الجمعية التونسية للطب النفسي بتشريك الأطباء النفسانيين والأطباء النفسانيين للأطفال والمراهقين وأطباء في اختصاصات أخرى بحضور حوالي 450 مشاركا.

ومثّل الملتقى، مناسبة للتطرق إلى عدة مواضيع تهمّ الصحة النفسية كالاكتئاب والانفصام في الشخصية والادمان والتوحد والاضطرابات في الميزاج والنفسية، والنظر في اعراضها والعلاج النفسي والعلاج بالادوية وطرق الوقاية منها مع تبادل المعارف والتجارب والاطلاع على اخر المستجدات والبحوث المنجزة في هذا المجال، لتحسين معارف الاطباء وتحيين مكتسباتهم العلمية والمعرفية من اجل التعاطي الايجابي والناجع مع المرضى، وفق استاذة الطب النفسي للاطفال والمراهقين وعضو الجمعية التونسية للطب النفسي فاطمة الشرفي .

وأضافت الشرفي أن الملتقى شكل مناسبة لابراز اهمية الوقاية والتقصي المبكر للعديد من الامراض ومن بينها طيف التوحد، والقيام بالعلاج النفسي المبكّر، الذي يجعل المريض والعائلة في مسار حياتي اخفّ، واكدت اهمية التشخيص المبكر والوقاية وايلاء العائلة الاهتمام والعناية بابنائها منذ الصغر، لاعتبار ان الامراض النفسية هي تراكمات لاحداث من الصغر وهشاشة للشخصية التى تتكون بدورها منذ الصغر.

من جهتها، قالت الاستاذة بالطب النفسي ورئيسة قسم بمستشفى الرازي والكاتبة العامة للجمعية التونسية للطب النفسي ليلى منيف ان الملتقى مثل فرصة للاطلاع على اخر المستجدات في الطب النفسي من وسائل علاج بالادوية او بالطرق الاخرى واخر المستجدات في مجال الامراض النفسية المتداولة وكيفية الوصول بالمريض الى التشافي والى استئناف حياته بشكل طبيعي، وهو ما اصبح ممكنا بفضل التوصل الى وسائل علاج متعددة .

وأكدت ّأن تونس تحتكم على معظم هذه الوسائل العلاجية، مع توفر عدة فرق مختصة في بعض الوسائل وهو ما يفتح مجالا اوسع للتقدم افضل نحو علاج المريض النفسي واعادته الى الحياة اليومية العادية.

واعتبرت ان تونس كغيرها من بلدان العالم لا تختلف في انواع الامراض النفسية الموجودة بها، مع تداول اكثر لامراض الكابة والقلق والاكتئاب في ظل الازمات التي يعيشها العالم، مبرزة ان خصوصية مجتمعنا وبيئتنا تمثل عوامل وقاية مهمة سواء بوجود الشمس والاضاءة التي تمثل وسيلة من العلاج ضد انواع من الكابة الى جانب تماسك العائلة وتوازن المجتمع.

وتم خلال اشغال المؤتمر، التعريف بطريقة علاج الصدمات عن طريق حركة العينين التى اثبتت نجاعتها عبر ابحاث ويتواصل نشرها في العالم العربي، حيث بينت الطبيبة النفسية ومختصة في علاج الصدمات انيسة بوعسكر ان هذه الطريقة انطلقت في تونس منذ سنة 2016 وتم اعتمادها لضحايا التعذيب والارهاب والاغتصاب مع اعتماد طرق تدخل سريعة في الازمات وفي حالات الطوارئ ومنها في العمليات الارهابية.