قطار الوعي: ’’رحلة ليست ككل الرحلات’’ .. حين يتحول القطار إلى منصة وعــي وتفكير

عمــل صحفي : ضيــاء الدين الكريفي
غادر صباح الأحد 25 ماي 2025، القطار محطة برشلونة بتونس العاصمة في اتجاه مدينة الجم، لكن رحلته لم تكن مجرد تنقّل بين المحطات، بل تجربة تعليمية وتوعوية غير مسبوقة.
"قطار الوعي – أفق 2030" كان عنوان هذه التظاهرة الوطنية التي جمعت صحفيين و نوابًا وطلبة وأساتذة جامعيين واطارات عدد من الوزارات، وطلبة من مختلف الجهات، بهدف التوعية بأهداف التنمية المستدامة التي وضعتها منظمة الأمم المتحدة و عددها 17.

مبادرة شبابية تتبناها الدولة
المبادرة انطلقت من مقترح قدّمه طلبة الماجستير المهني بالمعهد العالي للدراسات التكنولوجية بالشرقية.
والفكرة كانت بسيطة في ظاهرها : استغلال للقطار كمسرح توعوي، تحويل وسيلة النقل العمومي إلى فضاء للحوار والتفكير والعمل المشترك.
وقد تبنّت وزارة النقل المقترح، بالشراكة مع الشركة الوطنية للسكك الحديدية التونسية، وبمساهمة وزارات التعليم العالي، الثقافة، السياحة، الشباب، الداخلية، إلى جانب المجتمع المدني.
و هذه التظاهرة تندرج ضمن حملة أطلقتها وزارة النقل منذ جانفي 2025 للحفاظ على المرفق العمومي وتثمينه، في مواجهة التحديات اليومية التي تعترضه، من اعتداءات وتخريب إلى عزوف عن التفاعل الإيجابي مع هذه الخدمات العمومية.

من برشلونة إلى الجم: كل محطة فضاء
و انطلقت الرحلة وسط أجواء من التفاعل بين المشاركين. لحظات التعارف الأولى داخل القطار تحوّلت إلى نقاشات، وبدأت ورشات العمل تتشكّل، قبل أن تتحوّل العربات إلى فضاءات حية للنقاش والعرض.
وتوقف القطار في محطات بئر بورقبة، النفيضة، القلعة الصغرى، ليصل في نهاية المطاف إلى محطة الجم، حيث احتضن المسرح الأثري الفعاليات الختامية.
في كل محطة، أُقيمت أنشطة ميدانية لفائدة المواطنين، خاصة الشباب والتلاميذ، وشملت:محاضرات علمية حول أهداف التنمية وألعاب بيداغوجيةوعروض لأفلام قصيرة تحسيسية نقاشات مفتوحة غراسة 17 شجرة رمزية بالنفيضة، تمثّل أهداف التنمية السبعة عشرا.

الطلبة في قلب الحدث
وخلال هذه الرحلة طلبة المعهد العالي للدراسات التكنولوجية لم يكونوا ضيوفًا ، بل كانوا المحرّك الرئيسي لها.
أشرفوا على التنشيط، أداروا الورشات، وتفاعلوا مع الركاب وزوار المحطات.
عملهم كان جماعيًا، منظمًا، وهادفًا، بالتنسيق مع أساتذتهم شاركوا في مختلف مراحل الرحلة.
و في تصريح خاص بالإذاعة الوطنية، أكد مدير المهمة المكلفة بالاتصال و الناطق الرسمي للشركة الوطنية للسكك الحديدية التونسية حسان ميعادي، أنّ الهدف من هذه التظاهرة هو "تثمين وإعادة الاعتبار للمرفق العمومي بإعتباره جزءًا من الحياة اليومية للتونسي، لا كمجرد وسيلة تنقّل، بل كفضاء لتبادل القيم ونشر الوعي".
وأضاف"لا يمكن الحديث عن تنمية دون وعي جماعي بأهمية النقل العمومي، ولا يمكن نشر الوعي دون إشراك مباشر للشباب والمجتمع".
و اختُتمت التظاهرة في مدينة الجم بعروض تنشيطية وتقييم مشترك لمختلف مراحل الرحلة.
و الجميع كان متفقًا" هذه البداية لا النهاية".
من جهتها أكــدت وزارة النقل أن هذه التجربة سيتم تكرارها، لتشمل لاحقًا خطوطًا أخرى، ثم قطاع النقل البري،
في إطار رؤية أوسع تجعل من كل رحلة وسيلة لنشر ثقافة التنمية.
قد لا يغيّر القطار وجهتك فقط…
قد يغيّرك أنت أيضًا.