تونــس تُحيي الذّكــــرى الـ62 لعيــد الجــلاء

تُحيي تونس اليوم الأربعاء 15 أكتوبر 2025، الذكرى الـ62 لجلاء آخر جندي فرنسي محتل عن أراضيها وتحريرها من براثن ثالث أعتى الجيوش الاستعمارية العالمية آنذاك، وذلك بعد مسيرة نضالية كبرى وملاحم وطنية ستبقى عالقة في أذهان أبناء الشعب التونسي على مرّ السنين.
ومن الثابت أن معركة بنزرت كانت من أبرز مراحل رحلة التحرّر والجلاء، ونقطة حاسمة وفاصلة في الحرب التي خاضتها تونس بكل أبنائها من عسكريين، ومتطوعين مدنيين، وبقية الأجهزة الأمنية، والذين سقوا بدمائهم الزكية أرض تونس الأبية بعد سقوط الآلاف منهم بين شهداء وجرحى دون اعتبار بقية الخسائر المادية.
وتمثل معركة الجلاء منعرجا مفصليا في تاريخ البلاد التونسية وبقية الشعوب المستعمرة بما كشفته من ندية وصرامة وثبات وشجاعة للشعب التونسي من جهة، وإجرامية الالة العسكرية للمستعمر الغاشم من جهة أخرى.
وكانت معركة الجلاء قد انطلقت فعليًا في فيفري 1958 بعد العدوان الفرنسي على ساقية سيدي يوسف على الحدود التونسية الجزائرية والتي استهدفت عددًا من المؤسسات المحلية ونتج عنها سقوط عشرات الشهداء الجزائريين والتونسيين.
وفي 17 جويلية من نفس العام قررت الحكومة التونسية العمل على إجلاء بقايا الجيوش الفرنسية من قاعدة بنزرت بالوسائل الدبلوماسية، إلا أن الأوضاع عادت للتأزم في جويلية 1961.
وفي 23 جويلية تم الإعلان عن وقف إطلاق النار لترك الفرصة أمام المفاوضات التي انتهت بإعلان فرنسا إجلاء قواتها من مدينة بنزرت وإخلاء القاعدة البحرية فيها، وفي يوم 15 أكتوبر 1963، غادر الأميرال الفرنسي فيفياي ميناء المدينة إعلانًا عن نهاية مرحلة الاستعمار الفرنسي لتونس.