الكاتب المصري أحمد مراد: المشهد الثقافي التونسي يشهد حراكا إيجابيا ولتونس مقومات تؤهلها لاحتلال مراكز متقدمة

قال الكاتب المصري أحمد مراد إن زيارته إلى تونس تاتي في إطار دعوة وجهت له  من رئيس جمعية " صفحات " كريم الحرباوي لتقديم " ماستر كلاس "  و الإشراف على ورشات يستفيد منها المبدعون التونسيون المشتغلون في مجال الكتابة السينمائية و الروائية.

وبيّن في حوار له لبرنامج "هوانا عربي" مع كريمة الوسلاتي أن الكتابة تحتاج إلى خبرة حياتية و إلى مستوى أدنى من النضج لذلك اخترت أن تكون ورشة  " القتل للمبتدئين "  موجهة بالأساس إلى كتّاب في رصيدهم على الأقل عمل واحد منشور ،كما ينبغي أن يكون الروائي جاهزاً لالتقاط بعض التفاصيل الصغيرة في حياته اليومية فالمسألة تنطلق من الصدفة يتلوها هاجس الكاتب بتحويلها إلى عمل روائي متكامل وفق تعبيره.

من جهة أخرى، أشار أحمد مراد إلى أن اغلب  شخصيات رواياته  مستمدة من تفاصيل حياته اليومية، مضيفا أن الكتابة بمثابة عملية ولادة تنتج عنها آلام و تحولات نفسية .

واعتبر مراد أن الألم هو الوجه الآخر للإبداع قائلا: " أنصح القارئ التونسي بالاطلاع على كتاب  " Touched With Fire " " ممسوس بالنار " الذي يتعمق في ثنائية الألم و الإبداع.

 كما أشار في علاقة بوسائل التواصل الاجتماعي إلى أنه أغلق منذ عشر سنوات تقريباً كل صفحاته الشخصية و اكتفى بصفحات رسمية يعلن من خلالها عن إصداراته أو مواعيد الورشات التي يشرف عليها.

وأكد في سياق متصل أن الشخصيات التي يكتبها لا تعكس بالضرورة حالة جيل ما بل إنها في حركة دائبة تسعى إلى تلمس ملامح هوياتها بتدرج مضيفا: "أحرص في "كتاباتي على تصوير تفاصيل دقيقة مثل زاوية انعكاس الضوء على خد البطل ما يجعلها كتابة تصويرية أو سينمائية واضحة المعالم.

وتابع:"قد أكون محظوظا لكوني من الكتّاب الذين ظهروا مع بدء انتشار الفيسبوك الذي تُمثّل فيه الصورة أداة تعبيرية هامة واخترت في مرحلة ما كتابة الرواية التي تتراوح أحداثها بين الجريمة و الرعب و الألغاز لأنه جنس من الكتابة نادر في سجل الأدب العربي كما أميل غالباً إلى تحريك " المياه الراكدة " لدى القارئ عبر الإمعان في استعمال أسلوب الاستفزاز و الإزعاج"

وأشار احمد مراد إلى أن روايته " أرض الإله " طرحت أسئلة فلسفية و أخرى تاريخية و كانت أيضاً دعوة إلى احترام الأمانة التاريخية في تقديم أية معلومات عن أية حضارة، مشيرا إلى أنه توقع ردود فعل  عنيفة على اعتماده نظرية الفصل بين الدين و التاريخ وصل بعضها حد التكفير، مضيفا أن جانبا لا بأس به من المصريين يجهل أن " أرض الإله " هي أصل اسم مصر.

 وأكد الكاتب المصري  على  علاقات الصداقة المتينة مع مبدعين تونسيين و على رأسهم هند صبري و ظافر العابدين اللذان قدما الإضافة المرجوة في مسلسل " فيرتيجو وفق تعبيره كما أسعده التعامل مع هند صبري في أعمال كثيرة مثل شريطي" الفيل الازرق " و " كيرة و الجن " اللذين أثبتت من خلالهما حرفية مبهرة "

وقال من جهة أخرى إن المشهد الثقافي في تونس يشهد حراكاً إيجابيا على غرار بلدان أخرى مثل مصر و العراق و سوريا من حيث تطور مؤشرات الكتابة و النشر، مؤكدا، أنه سيبذل قصارى جهده من أجل إنجاح الورشات التي سيشرف عليها أملا في إطلاق كوكبة من الكتاب المتميزين مبينا أن من أهم أدوات الكتابة التي ينوي زرعها خلال الورشات التعود على أسلوب الهدم ثم إعادة البناء لتخطي حدود " المعقول " و حواجزه.

 وأضاف أن الكتاب المبتدئين محظوظون بالذكاء الاصطناعي من حيث سرعة جمع عناصر الكتابة و تفاصيلها و لكنه لن يكون ضامنا لجودة الكتابة و رقيّها.

وأشار إلى أن شعب تونس يزهى بألوان مثل تلك التي تزوق أبواب سيدي بو سعيد وأن في تونس من المقومات ما يؤهلها لأن تحتل مراكز أكثر تقدماً و تطورا.


شارك:

إشترك الأن

تونس

17° - 32°
الأحد29°
الاثنين26°
الثلاثاء25°
الأربعاء25°
الخميس22°
الاذاعة الوطنية

الاذاعة الوطنية

ON AIR