سور الصين العظيم: حين يبدأ التاريخ ولا ينتهي

سور الصين العظيم: حين يبدأ التاريخ ولا ينتهي

وصلنا سور الصين العظيم، صباحا في زيارة موجهة لعدد من الصحفيين التونسيين. نحن أمام أحد عجائب الدنيا السبع وأعظم ما شيده الإنسان في التاريخ.

 

الزحام ككل يوم عند المدخل، الزوار من اهل البلد كبارًا وصغارًا، يأتونه كما لو أنه فريضة وطنية.

في الصين، هناك عبارة تتكرر:

"إذا كنت صينيًا، عليك أن تزور السور مرة في حياتك."

الإجراءات الأمنية صارمة كالعادة، لا تدخين بعد مرور البوابة لا ضجيج لا فوضى والكاميرات تراقب المشهد بهدوء.

 

اتحسس خطواتي الأولى وعينيا تحوم في كل مكان إحساسًا بالدهشة.

جدار يمتد إلى ما لا نهاية على مدى البصر، يصعد فوق الجبال المحيطة وينخفض مع الأودية مع الآلاف من أبراج المراقبة في كل قمة او ربوة.

 

رأيت السور في فيديوهات كثيرة لكن الواقع يفوق التوقع. هذا السور وحّد أرض الصين وكان أول وسيلة لتنظيم التجارة ومنع الغزو الخارجي خاصة من قبائل الشمال.

طوله أكثر من 21 ألف كيلومتر. يمر عبر 15 ولاية او مقاطعة، بني عبر الزمن على مراحل، بأيدي الفلاحين والجنود والسجناء، من العصر الإمبراطوري وحتى عهد سلالة "مينغ".

 

لمست الجدار وتحسست الحجارة الباردة وانا أبحث في هاتفي عن المعلومات والقصص التاريخية التي كتبت عن هذا الأثر وعلمت انه جمع أجيال عاشت فوق هذه الأرض.

 

بدأت فكرته منذ أكثر من 2300 عام. في عهد الإمبراطور (تشين شي هوانغ) ، أول من وحد الصين سنة 221 قبل الميلاد حين أمر بربط الجدران التي بنتها الممالك المحاربة.

لاحقًا، توسعت أجزاء السور في عهد سلالات مختلفة، لكن الجزء الأشهر والأكثر صمودًا والذي أقف فيه الآن يعود لسلالة مينغ.

 

صادفتني مجموعة من الأطفال، يرتدون زيًّا موحدًا معهم معلمتهم.

الزيارة هنا لكي يفهم الطفل تاريخ الأجداد ومعنى الجهد والعزيمة والهيبة.

ويفهم الصحفي أن هذا الشعب قرر أن لا ينسى تاريخه.

 

ضياء الدين الكريفي – الصين

شارك:

إشترك الأن

صباحنا تونسي
LA MATINALE
EL MATINALE JEUNES
أغاني لحياة
 إذاعة الزيتونة
أحلى صباح
ملفات تربوية
صباح الخير
ورود الصباح - نادية صلموك
إذاعة القصرين
صباحنا تونسي

صباحنا تونسي

09:00 - 11:00

ON AIR
صباحنا تونسي
LA MATINALE
EL MATINALE JEUNES
أغاني لحياة
 إذاعة الزيتونة
أحلى صباح
ملفات تربوية
صباح الخير
ورود الصباح - نادية صلموك
إذاعة القصرين