القصرين: نشر 1300 دعسوقة بعمادة سمامة لمكافحة الحشرة القرمزية
قام فريق مشترك من المعهد العالي للعلوم الفلاحية بشط مريم، والإدارة العامة للصحة النباتية، وفنيّو المندوبية الجهوية للتنمية الفلاحية بالقصرين، بالتنسيق مع خلية الإرشاد الفلاحي بسبيطلة، يوم الأربعاء المنقضي، بنشر 1300 دعسوقة بمنطقة الزيود وادي مساهل من عمادة سمامة، المحاذية لجبل سمامة، على تخوم منطقة زلفان، التي تُعدّ من أبرز مناطق إنتاج التين الشوكي بالولاية وعلى مستوى وطني، وذلك في إطار البرنامج الوطني لمكافحة الحشرة القرمزية التي تهدد غراسات التين الشوكي.
وأفاد رئيس دائرة الإنتاج النباتي بالمندوبية الجهوية للتنمية الفلاحية بالقصرين عمر السعداوي، صحفية وكالة تونس إفريقيا للأنباء، اليوم الجمعة ، بأن هذه العملية تأتي ضمن إستراتيجية وطنية تعتمد ثلاثة محاور رئيسية وهي المكافحة البيولوجية، والمكافحة الميكانيكية، والمكافحة الزراعية للحشرة القرمزية.
وأضاف أنّ عملية النشر الأخيرة تعدّ الثانية من نوعها بالجهة، بعد عملية أولى تم تنفيذها يوم 3 أفريل الفارط بمنطقة القرعة الحمراء بسبيطلة، كما سبقتها عملية مماثلة في منطقة "لبيض" التابعة لولاية سيدي بوزيد، القريبة من حدود ولاية القصرين.
وأوضح السعداوي أن المتابعة العلمية لعملية النشر الأولى أثبتت نجاح الدعسوقة في التأقلم مع الوسط الطبيعي، وبدء نشاطها البيولوجي ضد الحشرة القرمزية، علما و أن هذه الحشرة تم جلبها من الخارج وتمت تربية سلالاتها وتكاثرها محليًا في تونس ضمن برنامج بحثي .
وأشار إلى أن مجهودات المندوبية تتواصل حاليًا لحماية حوض زلفان في معتمدية تالة من خطر الحشرة القرمزية، وذلك من خلال التدخلات الزراعية التي تشمل أشغالًا على مساحة 1900 هكتار، من أصل 30 ألف هكتار ، بالتعاون مع شركة مقاولات مختصة، إضافة إلى عمليات التقليم والتدخلات الميكانيكية.
كما لفت المصدر ذاته، إلى أن مناطق سبيطلة وسبيبة، شهدت تسارعًا في وتيرة انتشار الحشرة القرمزية، نظرًا لقربها من ولاية سيدي بوزيد، لتتوسع لاحقًا نحو معتمديتي حاسي الفريد والقصرين بشقيها الشمالي والجنوبي.
وشدّد على أهمية دور الفلاح في مقاومة هذه الآفة، داعيًا إلى ضرورة اتباع التقنيات الزراعية الوقائية، وعلى رأسها تقليم الكفوف السفلية لنباتات التين الشوكي، باعتبار أن الحشرة تبدأ نشاطها من الجزء السفلي للنبتة.
وأكد السعداوي بالمناسبة على أن حوض زلفان لا يزال سليمًا إلى حدّ الآن، رغم رصد بعض البؤر المحدودة التي يتم التدخل لمعالجتها في الإبان، كما لفت إلى أنه تم إحداث منطقة عازلة حول هذا الحوض، مع تكليف شركة مقاولات تعمل مع منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) بتنفيذ تدخلات سريعة، في حين سيتم التنسيق مع البلديات لمواصلة التدخلات ببقية المناطق.
