القصرين: مشروع نموذجي للتحكم في مياه السيلان لمجابهة تحديات التغيرات المناخية والشح المائي

تواصل جمعية "قرين القصرين"، بالشراكة مع مندوبيتي التربية والفلاحة وممثلية البيئة بالجهة، تنفيذ مشروعها النموذجي للتحكم والتصرف في مياه السيلان، عبر تركيز خزانات لتجميع مياه الأمطار من أسطح المباني وشبكات رّي قطرة قطرة بـ4 مؤسسات تربوية ريفية و4 مجامع فلاحية وشركتين تعاونيتين، بمعتمديات تالة وفوسانة وسبيبة وسبيطلة، باعتبارها من أكثر مناطق شمال ولاية القصرين نزولاً للأمطار.
ويهدف المشروع إلى استغلال مياه الأمطار المخزّنة خلال فترات الجفاف لتخفيف الضغط على الموارد الجوفية، وترشيد الإستهلاك، وتحسين مردودية الإنتاج الفلاحي، فضلاً عن تعزيز قدرة الفلاحين على التكيف مع التغيرات المناخية، التي تسببت في تفاقم موجات الجفاف وتواتر انقطاعات المياه، وفق رئيسة الجمعية سنية سمعلي.
وأوضحت سمعلي، في تصريح لـ"وات"، اليوم الأربعاء، أنّ المشروع يتضمن تزويد المؤسسات التربوية والمجامع والشركات المعنية بخزانات فردية سعة 3 آلاف لتر للخزان الواحد، إلى جانب تركيز شبكات ري حديثة مع تتفيذ برنامج توعوي تحسيسي للناشئة حول كيفية التصرف في مياه السيلان، بهدف غرس ثقافة الإقتصاد في الماء.
وأشارت سمعلي إلى أنّ المشروع، انطلق في أفريل الماضي بتمويل من سفارة الجمهورية التشيكية بتونس، بكلفة جملية ناهزت 65 ألف دينار، ويمتد على 07 أشهر، ليستكمل في أكتوبر المقبل، وهو يمثل تجربة نموذجية أولى، مع نية توسيع نطاقه مستقبلاً ليشمل السكان، وخاصة في المناطق الريفية النائية التي تعاني من ندرة المياه أو من انقطاعات متكررة في التزوّد.
وأضافت أنّ مثل هذه المبادرات اصبحت ضرورة حيوية، تعكس وعياً متزايداً بحدة التغيرات المناخية التي فاقمت هشاشة المنظومة المائية بالجهة، وجعلت من حسن التصرف في الموارد الطبيعية خياراً استراتيجياً لضمان الأمن المائي والغذائي، ودعامة أساسية لتعزيز صمود المجتمعات الريفية أمام التحديات البيئية المتصاعدة.