قبلي: نسق مرتفع للعرض والطلب في سوق التمور بجمنة

تشهد سوق التمور بمنطقة جمنة من معتمدية قبلي الجنوبية إقبالا كبيرا من الفلاحين من مختلف ربوع الجهة لعرض منتوجهم من دقلة النور والعليق ومن التجار الذين يقصدون هذه السوق من شتى ولايات الجمهورية لشراء هذا المنتوج الذي يوجه أغلبه للترويج في السوق الداخلية.
متسوّغ هذه السوق عصام خضر، أكد لوكالة "وات" أن سوق جمنة للتمور هي الوجهة الأساسية سواء للفلاحين أو التجار باعتبارها أكبر وأقدم سوق للتمور بالولاية وتتميز ببنية تحتية مقبولة بعد أن تمت تهيئتها في إطار المشاريع المحلية التي انجزتها جمعية "حماية واحات جمنة"، مشيرا إلى أنّها تستقبل أيضا يوميا العديد من المستهلكين الذين يقصدون ولاية قبلي خلال هذه الفترة من السنة في شكل رحلات منظمة لاقتناء حاجياتهم من التمور.
وأضاف أنّ كميات هامة من التمور ترد أسبوعيا على هذه السوق، أغلبها من دقلة النور، مع وجود بعض الأنواع الأخرى من التمور المطلق، ولو بكميات قليلة على غرار العليق، مشيرا إلى أن عملية البيع والشراء في هذه السوق تخضع عادة لقاعدة العرض والطلب والتواصل المباشر بين الفلاح المنتج والتاجر ليتم تحديد سعر البيع ووزنه من قبل العاملين بالسوق مع تمكين التاجر من فاتورة في البضاعة التي اقتناها.
وأشار عصام خضر إلى أن الأسعار بهذه السوق تتراوح ما بين 1500 و 7000 مليم للكلغ الواحد من دقلة النور حسب جودة المنتوج، ونوعه سواء كان "شمروخ" أو "بث"، وطريقة عرضه في صناديق ورقية او بلاستيكية تترواح أوزانها بين 2 كلغ و5 كلغ و10 كلغ فما أكثر.
من ناحيتهم، أكّد عدد من الفلاحين المنتصبين بهذه السوق على غرار الصادق بن محمد أنّ هذا الفضاء يساعد سنويا في تسويق الالاف من الكيلوغرامات من التمور التي توجه غالبيتها للاستهلاك الداخلي، باعتباره الوجهة الأولى للعديد من التجار من مختلف ولايات الجمهورية، حتى أنّ البعض باتوا معروفين بالجهة وكأنهم من ابنائها، وفق تعبيره، خاصة بعض التجار أصيلي ولايات جندوبة وتونس العاصمة ومدنين وتطاوين.
وأبرز فلاحون آخرون أن هذه السوق تلعب دورا هاما في تسويق منتوج الجهة نظرا لعدم قدرة المجمّعين أو ما يعرف بـ"أصحاب الوكايل" على استيعاب كافة صابة التمور، مشيرين الى ان ما يميّز هذا الفضاء خضوع المنتوج لقاعدة العرض والطلب والتواصل المباشر بين التاجر والفلاح للاتفاق حول السعر، وهو ما يجعل الأسعار تتراوح بين ما هو أدنى من سعر قبول دقلة النور من قبل المجمّعين وبين ما هو أعلى منه وذلك حسب الجودة.
بدورهم، أكد عدد من تجار التمور أن سوق جمنة تعتبر وجهتهم الأولى لشراء دقلة النور سنويا، حتى أنّ بعضهم بات معروفا في الجهة سواء من طرف الفلاحين او بعض وسطاء البيع الذين أصبحوا يفهمون حاجياتهم من التمور والانواع التي يقبلون عليها اكثر من غيرها فيتركوها لهم، وهو ما يسهل عملية البيع والاتفاق حول السعر.
وأشاروا الى أن غالبية سلعهم توجه للسوق الداخلية وهو ما ييسّر على المستهلك التونسي التزوّد بحاجياته من التمور دون التنقل الى جهة قبلي أو الجريد بصفة عامة لشراء دقلة النور التي يعملون على توفيرها في أسواق أغلب ولايات الجمهورية.




14° - 22°






