أيام قرطاج المسرحية 2025: افتتاح قسم "مسرح الحرية" بمسرحية "جوسكا" للمودعين بالوحدة السجنية ببرج العامري

افتتحت صباح اليوم بالمركز الثقافي والرياضي للشباب بالمنزه السادس عروض الدورة التاسعة من "قسم مسرح الحرية" ضمن الدورة السادسة والعشرين من أيام قرطاج المسرحية، بمسرحية للمودعين بالوحدة السجنية ببرج العامري تحمل عنوان "جوسكا"، من إخراج محمد علي الجواني.

وتتواصل كل عروض مسرح الحرية من 23 إلى غاية يوم 28 نوفمبر بالمركز الثقافي والرياضي للشباب بالمنزه السادس.

وفي كلمة افتتاحية بالمُناسبة، أشار المدير العام لشؤون المودعين، إلى أهمية هذا القسم ضمن أيام قرطاج المسرحية، والذي يؤكد على أن كرامة الإنسان لا تتجزأ وحقه في التعبير لا يسقط بمجرد الخطأ، وعاد بالمناسبة على تطور عروض هذا القسم على مر سنوات تنظيمه التسعة، خاصة على مستوى جودة العروض، فضلا عن التأثير الملموس الذي لحظوه في سلوك المودعين الذين يشاركون في النوادي المسرحية.

وأشار المدير الفني لأيام قرطاج المسرحية منير العرڤي إلى أن هذا القسم هو عبارة عن فتح نافذة أخرى من نوافذ الفن التي تطل على مساحات جديدة وتُذكّر أن المسرح فضاء لكل إنسان، وفي هذا الفضاء لا صوت يعلو فوق صوت الفن، كما تطرق العرقي إلى أن إدماج المسرح في مسارات التأهيل ليس ترفا ثقافيا بل هو فعل جوهري يعيد للمودعين كرامتهم، مشيرا إلى أن الفن قادر على أن يخفف ويغير ويعيد فتح أبواب على أفق أكثر إنسانية، وهو فرصة لرؤية الذات في مرآة أخرى، رافعا شعار "عاش المسرح فضاء للحرية مهما ضاقت الجدران".

وتضم الدورة في برنامج "مسرح الحرية" 16 عرضا مسرحيا، يجسد فيها المودعون هواجسهم وتطلعاتهم ليوصلوا أصواتهم من خلف القضبان.

واستُهلت عروض الدورة بمسرحية للمودعين بالوحدة السجنية ببرج العامري بعنوان "جوسكا"، من إخراج محمد علي الجواني، ويطرح العمل متلازمة "جوسكا/ Jouska " التي تتمثل في الحوار الداخلي الذي يدور بين الانسان وهواجسه، وتم تجسيد هذا العمل من خلال شخصيات تُمثلها ثلاثية "الخوف"، الذي يعزل الإنسان عن العالم، و"الشك" الذي يجعل الإنسان يشك في الجميع، و"الندم" الذي يدفع نحو جلد الذات، فضلا عن شخصية "الصمت" الذي يمثل الراحة النفسية للفرد.

وأدى الممثلون في هذا العرض أدوارهم بكل اقتدار حيث مثل العمل رحلة بين داخل الإنسان وخارجه من خلال شخصية إنسان يتصارع مع داخله الذي يمثل ظلاما يرغب في الخروج منه نحو النور فطغى على العمل اللونان الأسود والأبيض والصراعات التي أحيانا يطغى فيها الظلم وأحيانا من داخل الصمت يبزغ نور الحياة.

واستخدم القائمون على العرض مجموعة من المؤثرات الصوتية والفيديوهات التي ساهمت في خلق بعد جمالي أكبر على العمل الذي تواصل على مدى حوالي ساعة من الزمن.

وقد كان هذا العروض متبوعا بعرضين آخرين للمودعين بالوحدات السجنية بسليانة والسرس، وسيكون للجمهور موعد يومي مع عروض مسرح الحرية طيلة الأسبوع إلى حدود يوم الجمعة 28 نوفمبر بالمركز الثقافي والرياضي للشباب بالمنزه السادس.