تونس تحتضن ندوة دولية حول دور مصالح التشغيل في تعزيز الحركية المهنية داخل إفريقيا

نظّمت الوكالة الوطنية للتشغيل والعمل المستقل تحت إشراف وزارة التشغيل والتكوين المهني، وبدعم من المركز التونسي الألماني للهجرة والتنمية، وتكليف من الوزارة الاتحادية الألمانية للتعاون الاقتصادي والتنمية،  يومي 27 و28 نوفمبر 2025 ندوة دولية بعنوان: "مصالح التشغيل العمومية كجهات فاعلة في تعزيز الديناميكية الإقليمية المشتركة".

وتجمع هذه الندوة نحو 150 مشاركا من عدة دول إفريقية معنية بالحركية داخل إفريقيا، من بينهم مسؤولون عن وكالات التشغيل العمومية، وممثلي ااقطاع الخاص، إلى جانب عدد من المانحين ومنظمات غير حكومية وخبراء وطنيين ودوليين.

ويهدف هذا اللقاء إلى تبادل التجارب والممارسات الفضلى، واستشراف آفاق التعاون الإقليمي في مجال التشغيل والتنقل المهني.

دراسة ميدانية حول الهجرة جنوب–جنوب

وخلال أشغال الندوة، تم عرض نتائج دراسة استكشافية أنجزها المركز التونسي الألماني للهجرة والتنمية، تناولت واقع الحركية المهنية داخل القارة الإفريقية وفرص تطويرها. وأفاد الخبير في الدراسات وسام كريفة أن الدراسة ركّزت على الهجرة جنوب–جنوب، وشملت عددًا من بلدان غرب إفريقيا، على غرار السنغال وكوت ديفوار، إضافة إلى موريتانيا وبنين وتوغو، باعتبارها بلدانًا تربطها بتونس علاقات اقتصادية متنامية.

وأوضح الخبير أن هذه البلدان تتقاسم خصائص مشتركة في سوق الشغل، أبرزها ارتفاع نسب البطالة، وخاصة في صفوف الشباب، مشيرًا إلى أن نتائج الدراسة خلصت إلى جملة من الاستراتيجيات العملية لتعزيز الشراكات بين وكالة التشغيل التونسية ونظيراتها الإفريقية.

كما لفت إلى وجود مؤسسات تونسية تنشط استثماريًا في هذه الدول، وتواجه طلبًا متزايدًا على كفاءات غير متوفرة محليًا، خاصة في مجالات الصناعات الغذائية والصناعات المنجمية، إضافة إلى الاختصاصات التقنية الدقيقة.

مسارات قانونية وآمنة للتشغيل بالخارج

من جانبه، أكّد المدير العام للوكالة الوطنية للتشغيل والعمل المستقل، حاتم دحمان، أن الوكالة تعمل على مرافقة الشباب الراغبين في العمل بالخارج عبر مسارات قانونية وآمنة، تحمي حقوقهم المهنية والاجتماعية.

وبيّن أن الوكالة خصّصت محورًا كاملًا للتشغيل بالخارج، يتم من خلاله تجميع عروض الشغل المتاحة في الدول المعنية، ونشرها عبر موقع إلكتروني خاص، حيث يمكن للشباب إيداع سيرهم الذاتية والترشح للوظائف. كما توفّر الوكالة برامج تكوين في اللغات أو في الجوانب الفنية والتقنية عند الحاجة، بتمويل عمومي مجاني.

وأضاف أن الوكالة تنظّم لقاءات مباشرة بين المشغلين والشباب المترشحين، يليها برنامج تأهيل مهني وثقافي قبل السفر، مع مواصلة المرافقة إلى حين الحصول على التأشيرة والالتحاق ببلد العمل، وضمان الحقوق المتعلقة بالأجر وساعات العمل والتغطية الاجتماعية والإقامة، عبر اتفاقيات رسمية تبرم بين المشغّل والوكالة.

ديناميكية إفريقية مشتركة

وتأمل الجهات المنظمة أن تساهم هذه الندوة في إرساء ديناميكية تعاون مستدامة بين وكالات التشغيل الإفريقية، بما يخدم مصلحة الشباب ويعزّز التشغيل المنظم والآمن داخل القارة، بعيدًا عن مسارات الهجرة غير النظامية.