دراسة تؤكد اعتماد الاستدامة في الإنتاج الفلاحي ودعم البحث العلمي للحد من تدهور التربة وشح المياه

"سيتراجع إنتاج الزياتين الى الثلثين والقمح إلى الثلث في تونس، في أفق سنة 2100، إذا ما لم يقع الأخذ في الاعتبار الاستدامة في الإنتاج الزراعي والفلاحي عامة، ودعم البحث العلمي وتطويعه للحد من تدهور التربة وشح المياه"، ذلك ما خلصت إليه دراسة حول الأمن الغذائي في تونس في افق سنة 2070، قدّمها الاستاذ الجامعي والباحث في العلوم الفلاحية، محمد عزيز درغوث، السبت، بتونس.

ودعا الباحث، خلال أشغال الدورة 46 لمؤتمر اتحاد المهندسين الزراعيين العرب، الذي انطلق، السبت، بتونس ويتواصل إلى غد، الأحد، إلى "ضرورة توخي الحوكمة في رسم السياسات الافقية الزراعية والفلاحية في تونس والعالم العربي والتناغم بين تحقيق الاكتفاء الغذائي التوريد الذكي مع القدرة على الصمود امام تغير المناخ.

واعتبر وزير الفلاحة والمواد المائية والصيد البحري، عز الدين بن الشيخ، في افتتاح الدورة، التّي تشهد حضور عشرات المهندسين الفلاحيين من 15 بلد عربي، أن "تنظيم المؤتمر يأتي في ظرف دقيق يواجه فيه العالم العربي تحديات متصاعدة تتعلق بالأمن الغذائي، وتغيّر المناخ، وشح الموارد المائية، وتدهور المنظومات البيئية، ما يضع على عاتق المهندس الفلاحي مسؤولية متجددة في قيادة التحوّل نحو أنماط إنتاج أكثر استدامة ونجاعة وعدالة بين الأجيال".

وأكّد بن الشيخ، خلال التظاهرة ذاتها، التي تنتظم ببادرة من تنظمها عمادة المهندسين التونسيين، تحت شعار "التكامل العربي في مجال تشجيع الموارد الزراعية المتاحة ودوره في تحقيق الأمن الغذائي العربي"، أنّ الفلاحة اليوم "أصبحت فضاء لاستعمال التطبيقات الهندسية والتكنولوجيا المتطورة، من الذكاء الاصطناعي والرقمنة والجغرفة الرقمية والاستشعار عن بعد، إلى الحلول المبتكرة في إدارة وتثمين وترشيد المياه والتربة، وسلاسل القيمة الغذائية، ومقاومة التصحر والحد من نقص وهدر الغذاء".

واعتبر بن الشيخ أنّ التحديات المفروضة على القطاع الفلاحي، خاصّة، منها تلك، المتعلّقة بتغير المناخ تمثل في الوقت ذاته فرصا للتحفيز على التوجه نحو الاستثمارات الفلاحية المستديمة والذكية والمسؤولة، قادرة على المنافسة ومواجهة تغيّر المناخ".

وتمّ بالتوازي مع المؤتمر تنظيم معرض لفائدة المؤسسات التونسيّة الناشئة الناشطة في مجال الري الذكي واستعمال الطاقات المتجددة، تراهن على الأفكار المجددة لتقديم الحلول المبتكرة، التي من شأنها أن تساهم في التصرف المستديم في الموارد الطبيعية.

وفي تصريح لوكالة تونس افريقيا للانباء، أوضح رئيس اتحاد المهندسين الزراعيين العرب، صادق جعفر الحمداوي، أنّ المرتمر في دورته الحالية سينظر في مقترح بعث الشركة العربية لتسويق الانتاج الزراعي، الذي تم التقدم به في الدورة السابقة بالعراق، لما للمقترح من القدرة على تنمية تبادل المنتوجات الغذائية العربية ودعم الفلاحة البينية وضمان انتاج مستديم، على ان تحتضن العراق مقر هذا الهيكل العربي مع مقر آخر اقليمي في بلدان المغرب العربي.