الترويج لعلاجات غير مثبتة للسرطان: مجلس الصحافة يُحذر من التضليل الإعلامي العلمي والطبي

حذر مجلس الصحافة، اليوم الأربعاء، من أشكال التضليل الإعلامي العلمي والطبي، على إثر عرض برنامج تلفزي يروج لعلاجات غير مثبتة للسرطان عبر التطبب العشوائي والدجل، مؤكداً أن حرية التعبير لا تلغي المسؤولية المهنية والقانونية، وأن حماية الجمهور، خصوصًا الفئات الضعيفة والمرضى، هي قاعدة أساسية في العمل الإعلامي.
وعبر، في بيان ، عن استيائه العميق من هذا الانزلاق الخطير في الممارسة الإعلامية، والذي ينتهك قواعد الصحافة وأخلاقياتها ويعرض المرضى وعائلاتهم لمخاطر جسيمة، مهيبا بجميع وسائل الإعلام الالتزام التام بالقواعد المهنية والأخلاقية، وعدم استخدام المنابر لنشر الخرافة أو الوهم أو أي محتوى يضر بالسلامة الصحية للمواطنين.
وأكد المجلس أن الصحافة مهنة تقوم على السعي إلى الحقيقة والتحقق من المصادر، وأن أي ترويج لممارسات علاجية وهمية أو معلومات غير مثبتة علميًا يمثل إخلالًا جسيمًا بواجبات الإعلام ، مشيرا الى أن الخطابات المبنية على الدجل والشعوذة الطبية تضلل المرضى وتدفعهم نحو سلوكيات خاطئة وخطيرة صحيًا، وهو ما يضع على عاتق الإعلام مسؤولية اجتماعية وأخلاقية لحماية الجمهور، خصوصًا الفئات الهشة والمرضى.
وذكّر المجلس بأن المواثيق المهنية والأخلاقية تلزم بعدم نشر أو ترويج أي معلومة مضللة أو غير موثوقة، لا سيما المعلومات المتعلقة بالصحة العامة، وأن المضامين الطبية ليست مادة للترفيه، بل معرفة علمية دقيقة تخضع لمراجعة المختصين، ويجب الالتزام بذلك وفق كراسات الشروط المنظمة للمؤسسات الإعلامية.
كما نبه إلى أن المرسوم 116 لسنة 2011 يفرض مساءلة لاحقة على كل مضمون إعلامي مضلل أو مخالف لضوابط السلامة الصحية، مشددا على أن حق الجمهور في معلومة دقيقة وذات جودة هو ركيزة أساسية للصحافة ذات المصداقية، وأي مساس به يعد خرقا لجوهر المهنة ، وأن احترام القانون وأخلاقيات المهنة هو الضمان الأساسي لإعلام مهني مسؤول يحترم ذكاء الجمهور، ويؤدي دوره في التوعية والتثقيف الصحي بعيدًا عن الإثارة والتضليل، بما يحمي صحة التونسيين وسلامتهم.





13° - 20°








